شهد قطاع التشييد والبناء بمحافظة جنوب الباطنة خلال النصف الأول من عام 2025 نموًّا لافتًا، يعكس الزخم المتصاعد في الحركة العمرانية والاستثمار العقاري في مختلف ولايات المحافظة؛ إذ بلغ إجمالي عدد إباحات البناء الكبرى المستخرجة خلال هذه الفترة 3289 إباحة، مقارنةً بـ 2188 إباحةً في النصف الأول من عام 2024، مسجلةً بذلك نسبة نمو تصل إلى 50%، وهو ما يُعدُّ أحد أبرز المؤشرات على النشاط المتزايد في القطاع.
وأعلنت بلدية جنوب الباطنة عن مؤشرات إيجابية في الإباحات الصادرة والمشاريع المنفذة، بما يؤكد فاعلية الخطط التنموية والمستوى المتقدّم للخدمات المقدَّمة، وحسب البيانات الصادرة عن البلدية، فقد تصدَّرت ولاية بركاء قائمة الولايات من حيث عدد إباحات البناء الكبرى خلال النصف الأول من عام 2025؛ حيث بلغت 1786 إباحة، وهو ما يعكس النشاط العمراني المتنامي فيها، تلتها ولاية المصنعة بإجمالي 634 إباحة، ثم ولاية الرستاق بـ 565 إباحة، وجاءت ولاية وادي المعاول في المرتبة الرابعة بـ 127 إباحة، تلتها ولاية نخل بـ 125 إباحة، في حين سجَّلت ولاية العوابي أقل عددٍ من الإباحات بـ52 إباحة، وتُظهر هذه الأرقام التفاوت الطبيعي في حجم الطلب العمراني بين الولايات، مع استمرار الحركة العمرانية في جميع مناطق المحافظة بوتيرةٍ متصاعدة.
وفيما يتعلق بنوعية الاستخدام، فقد شكّلت إباحات البناء السكني الجديد النسبة الأكبر بإجمالي 2994 إباحة، تليها الإباحات الصناعية بـ 92 إباحة، ثم السكني التجاري بـ 85 إباحة، والزراعية بـ 56 إباحة، فالحكومية بـ 29 إباحة، والتجارية بـ 28 إباحة، وأخيرًا السياحية بـ 5 إباحات، وسجّلت إباحات البناء الصغرى بدورها ارتفاعًا بنسبة 29%؛ حيث بلغت 275 إباحة في عام 2025 مقابل 214 إباحة في عام 2024، كما ارتفعت شهادات إتمام البناء بنسبة 51%، لتصل إلى 2515 شهادة خلال النصف الأول من عام 2025، مقارنة بـ 1665 شهادة في الفترة نفسها من العام السابق، حسب ما نقلته وكالة الأنباء العُمانية.
تعكس الإحصاءات والأرقام النمو الواضح في مؤشرات البناء والتشييد وتعزيز بيئة الاستثمار العقاري
وأضاف بدر بن محمد السعيدي، مدير عام بلدية جنوب الباطنة: إن هذه الإحصاءات والأرقام تعكس النمو في مؤشرات البناء والتشييد، ومدى الجهود التي تبذلها بلدية جنوب الباطنة في تسريع الإجراءات وتحسين جودة الخدمات للمستفيدين، وأفاد أن العمل يُنجز وفق رؤيةٍ واضحةٍ تهدف إلى تمكين القطاع العمراني، وتعزيز بيئة الاستثمار العقاري، والمساهمة في تحقيق مستهدفات التنمية الشاملة بالمحافظة.
وأكد السعيدي على الاهتمام بتوظيف التقنيات الحديثة، والتحوُّل الرقمي في تقديم الخدمات؛ مما يسهم في تقليص زمن إنجاز المعاملات، ورفع كفاءة العمل، والحرص على مراقبة الجودة، والالتزام بالاشتراطات التنظيمية والفنية للمباني، بما يضمن تحقيق بيئةٍ عمرانيةٍ آمنةٍ ومستدامة، موضحًا أن هذه المؤشرات الإيجابية تُمثِّل دافعًا قويًّا لنا لمواصلة العمل، وتكثيف الجهود لتلبية احتياجات النمو السكاني والعمراني في ولايات المحافظة.
من جهة أخرى، بيَّن محمد بن ماسي الكندي، مدير دائرة الشؤون الفنية ببلدية جنوب الباطنة أن ارتفاع عدد الإباحات الصادرة وشهادات إتمام البناء يعكس التطوُّر الكبير في مستوى التخطيط العمراني، والإقبال المتزايد على المشاريع السكنية والتجارية في ولايات المحافظة.
وأشار إلى أن محافظة جنوب الباطنة تشهد توسُّعًا ملحوظًا في الرقعة العمرانية؛ ما يتطلب تكثيف الجهود لضمان استيعاب هذا النمو بطريقةٍ متوازنةٍ ومستدامة، والعمل باستمرار على تطوير أدوات التخطيط العمراني، وتطبيق معايير الجودة والرقابة الفنية الصارمة في جميع مراحل التشييد، بدءًا من إصدار الإباحات، وحتى اعتماد شهادات إتمام البناء.
وكشف الكندي أن هناك توجُّهًا واضحًا نحو تعزيز كفاءة البنية الأساسية، ودعم مشاريع الإسكان والتطوير التجاري، بما يتماشى مع متطلبات التنمية العمرانية والزيادة السكانية، مؤكدًا أن البلدية تواصل التنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى؛ لتحقيق الأهداف الإنمائية للمحافظة في ظل رؤية "عُمان 2040"، ويأتي هذا التقدم في إطار توجُّهات الحكومة لتعزيز البنية الأساسية في مختلف المحافظات، وتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في مشاريع الإسكان والخدمات، بما يواكب تطلعات رؤية "عُمان 2040" نحو تنمية عمرانية مستدامة وشاملة.