أكد مايكل دايك، الرئيس التنفيذي لشركة "المربع الجديد"، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة السعودية، أن السوق العقارية القطرية تشهد مرحلة انتقالٍ من مرحلة التوسُّع السريع إلى التنويع الذكي والتركيز القوي في الوقت الحالي على المشاريع متعددة الاستخدامات، وتجديد المناطق الحضرية، ومعايير جودة الحياة، والتي تُعدُّ موضوعاتٍ تعكس ما يحدث في منطقة الخليج العربي، مشيرًا إلى النمو الذي يشهده.
وأوضح "دايك" أن دولة قطر في موقعٍ ممتازٍ لدورة النمو القادمة، فلديها أساسٌ متينٌ بداية من السياحة والخدمات اللوجستية وصولًا إلى السكن والتجزئة، وذلك يمنح المستثمرين الدوليين ثقةً حقيقيةً بمسار السوق المستقبلية، والتنظيمات المستقرة والثقة المتزايدة من المستثمرين، إلى جانب وضوح رؤية الحكومة للقطاع العمراني، حسب ما صرَّح به في حديثٍ خاصٍّ لوكالة الأنباء القطرية "قنا".
وأشار إلى أن منتدى قطر العقاري في نسخته الثالثة يُسهم في بناء دورٍ مهمٍّ في اجتماع صانعي السياسات والمستثمرين والمطوّرين في مكانٍ واحدٍ لعرض الفرص، قائلًا: "يُميّز منتدى قطر العقاري هذا العام تركيزه على التنفيذ العملي من خلال أطر جديدة لاستخدام الأراضي، وتوسعة البنية التحتية، وتبسيط عمليات الاستثمار التي تجعل دخول الشركاء الدوليين أسهل، كما يمنح المستثمرين رؤية أوضح وضمانًا بأن السوق القطرية منفتحة ومنظمة، وتُعزّز هذه الفعاليات التكامل الخليجي، وتشجّع على المزيد من الشراكات بين السعودية وقطر".
وعن أبرز مجالات التعاون العقاري بين قطر والسعودية، وهل هناك مشاريع مشتركة قيد التطوير في الفترة الحالية، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "المربع الجديد" أن قطر والسعودية تتفقان في العديد من الأولويات نفسها، مثل الاستدامة والتقنية ونمو القطاع الخاص، وكلا البلدين يستثمران بكثافة في ابتكارات المدن الذكية، وتكنولوجيا البناء، والبنية التحتية الخضراء، ويُنشئ ذلك فرصًا طبيعية للتعاون، وتكمن الفرصة الأكبر في تبادل الخبرات لوضع نموذجٍ خليجيٍّ مشتركٍ للنموّ الحضريّ المستدام، ويمكن للآخرين الاقتداء به.
قطر والسعودية تستثمران بكثافةٍ في ابتكارات المدن الذكية وتكنولوجيا البناء
كما تطرق "دايك" للتطوُّرات التي يشهدها القطاع العقاري السعودي، مشيرًا إلى أن ما يحدث يتجاوز مجرد البناء، بل يتعلق بابتكار نماذج جديدةٍ لكيفية عمل المدن، وجهات مثل الدرعية والمربع الجديد تمثل كلّ منها تعبيرًا مختلفًا عن رؤية 2030، أحدها يركّز على التراث، وآخر على أسلوب العيش الحضري المستقبلي، جميع هذه المشاريع تبني سوقًا متنوعةً وتنافسية على المستوى العالمي، ومن المثير رؤية التوازن بين الطموح والتنفيذ، ووضوح المنهجية ونضج اللوائح.
وفي السياق نفسه، أبان أن مشروع المربع الجديد من أكثر الوجهات طموحًا وذات رؤيةٍ مستقبليةٍ في المنطقة؛ حيث يجمع مشروع "داون تاون الرياض الجديد" بين ضخامة الحجم، والاستدامة، والتقنية بطريقةٍ غير مسبوقةٍ في منطقة الشرق الأوسط، ويغطي المخطط الرئيسي نحو 14.6 كيلو متر مربع، ويُخصص نحو 25% من المساحة للممرات والمسطحات الخضراء والمساحات العامة المظللة، ويتضمن قرابة 90 ألف وحدة سكنية، و9 آلاف غرفة فندقية، وما يقارب مليونَي متر مربع من مساحات التجزئة والمكاتب جميعها مصمّمة على أساس سهولة التنقل والراحة.
ويتميَّز المربع الجديد بطابعه الإنساني، فكل منطقةٍ فيه يمكنك الوصول إلى الخدمات الأساسية فيها خلال 15 دقيقة سيرًا على الأقدام، مدعومًا بحلول التنقل الذكية وأنظمة الطاقة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتبريد، وسيكون المكعب أيقونة المربع الجديد، ولكن القصة الحقيقية تكمن في كيفية جمع الوجهة بأكملها بين الابتكار وجودة الحياة، والهوية السعودية.