أظهر تقرير حديث صادر عن شركة "بروبرتي فايندر" أن سوق العقارات في إمارة دبي واصلت أداءها القوي خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2025، مسجلةً 177.5 ألف معاملة بيع بإجمالي 554.9 مليار درهم؛ ما يعكس استمرار جاذبية الإمارة كمركز استثماري عقاري عالمي.
وأوضح التقرير أن شهر أكتوبر 2025 شهد تسجيل 19.7 ألف معاملة بقيمة 58.8 مليار درهم، بانخفاض طفيف تجاوز 3% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، مرجعًا هذا التراجع المحدود إلى عوامل موسمية مثل الإجازات الصيفية، مع تأكيده على مرونة السوق واستقرارها في مواجهة التقلبات، وفق "أرقام".
وفي السوق الأوليَّة، بلغت مبيعات أكتوبر نحو 33 مليار درهم عبر 12 ألف صفقة، منخفضة بنسبة 8% من حيث القيمة و6% من حيث الحجم، إلا أن الأداء العام خلال الأشهر العشرة الأولى سجّل نموًّا سنويًّا بنسبة 18% ليصل إلى 104 آلاف صفقة، مدعومًا بارتفاع قيمة المعاملات الجاهزة بنسبة 33%.
وتصدَّرت منطقة اليلايس 1 (Al Yelayiss 1) قائمة المناطق الأعلى أداءً في المبيعات الأولية بزيادة 7% في قيمة الصفقات وقفزة من ثلاث صفقات إلى 153 صفقة، مستحوذةً على نحو 11% من إجمالي قيمة المعاملات الأولية، تلتها منطقة ند الشبا الأولى (Nad Al Sheba First) بنسبة 9%.
بلغت مبيعات أكتوبر نحو 33 مليار درهم عبر 12 ألف صفقة، منخفضة بنسبة 8% من حيث القيمة و6% من حيث الحجم
أما سوق المبيعات الثانوية، فقد واصلت أداءها الإيجابي في أكتوبر، مسجلةً 25.9 مليار درهم عبر 7718 صفقة، بارتفاع 2.8% في القيمة و1.3% في عدد المعاملات على أساس سنوي، مدفوعة بزيادة ملحوظة في مبيعات المشاريع الثانوية قيد الإنشاء بنسبة 16% من حيث القيمة و8% من حيث الحجم.
وساهمت مناطق البرشاء جنوب الرابعة وبرج خليفة في دعم هذا النمو؛ حيث ارتفعت قيمة المبايعات في البرشاء إلى 1.4 مليار درهم مقابل 768 مليون درهم في أكتوبر 2024، فيما شهدت منطقة برج خليفة نموًّا سنويًّا بنسبة 17% في القيمة.
وأشار التقرير إلى أن الشقق السكنية لا تزال الخيار الأول للمشترين والمستأجرين على حد سواء؛ إذ تُمثل 78% من عمليات البحث عن الإيجار، و57% من طلبات الشراء، فيما زاد الإقبال على الشقق الصغيرة والاستوديوهات التي أصبحت مفضَّلة لدى فئة الباحثين عن خياراتٍ سكنيةٍ ميسورة.
وفيما يخص سوق الرهن العقاري، أظهر التقرير استقرارًا ملحوظًا؛ حيث بلغت قيمة معاملات الرهن في أكتوبر 16 مليار درهم عبر 3999 معاملة، مع انخفاض طفيف في القيمة بنسبة 1%، مقابل ارتفاع في عدد المعاملات بنسبة 10%. وأشار إلى أن أصحاب الدخل المتوسط يمثلون الشريحة الأكثر نشاطًا، مدفوعين بتمويلات مصرفية بديلة عن الشراء النقدي المباشر.
وخلال الأشهر العشرة الأولى من العام، بلغت قيمة معاملات الرهن العقاري 148.1 مليار درهم عبر 35.6 ألف صفقة، بزيادة 19% في عدد المعاملات مقارنة بعام 2024، رغم استقرار القيمة الإجمالية. وأوضح التقرير أن انخفاض متوسط قيمة الرهن بنسبة 10% يعكس تحوّل السوق نحو وحدات سكنية أصغر وأكثر قابلية للتمويل.
كما أظهرت البيانات أن فئة ذوي الدخل الشهري بين 20 و40 ألف درهم تشكل نحو 30% من إجمالي طلبات الرهن العقاري، وأن 81% منهم يبحثون عن منازل للإقامة الدائمة، في حين يوجّه 16% استثماراتهم نحو فرص عقارية واعدة.
من جانب آخر، تمثل فئة ذوي الدخل المرتفع (80 ألف درهم فأكثر) نحو 18% من طلبات الرهن العقاري، مع تركّز استثماراتهم في الفلل الفاخرة والشقق الراقية، وهو ما يعكس استمرار الثقة طويلة الأمد في سوق العقارات بدبي.
ويؤكد التقرير في ختام نتائجه أن السوق العقاري في دبي يشهد مرحلة نضج واستقرار مستدام، مدفوعًا بتوازن صحي بين فئتي الدخل المتوسط والمرتفع، ما يعزز مكانة الإمارة كواحدة من أكثر الأسواق العقارية استقرارًا وجاذبية في المنطقة.