
سرَّعت الشركات العقارية المصرية من خُطَّتها للاستثمار في أسواق منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا في دول الخليج، خلال الأسابيع الماضية، وهو ما ظهر بصورةٍ واضحةٍ مع إعلان مجموعة "طلعت مصطفى" عن مشروعَين أحدهما عقاريٌّ والآخر فندقيّ في سلطنة عُمان، وتبعه إطلاق شركة بالم هيلز أول مشروعاتها الخارجية في إمارة أبوظبي، ثم إطلاق شركة الأهلي صبور ثاني مراحل مشروعها في سلطنة عُمان.
وتستعد شركاتٌ أخرى مثل تطوير مصر وماونتن فيو، وتبارك القابضة؛ لإعلان مشروعاتٍ في السعودية، وفي سلطنة عُمان، مع مواصلة شركة "أورا ديفلوبرز" العمل على مشروعها في العراق، حسبما رصدته "بوابة بلوم" المصرية.
مجموعة "طلعت مصطفى"
تُعتبر مجموعة "طلعت مصطفى" هي الأبرز على صعيد تحرُّكات الشركات العقارية المصرية في الخليج وخارج مصر في الآونة الأخيرة؛ إذ بدأت قبل عامَين في التوجُّه نحو السوق السعودية، وأعلنت عن إطلاق مدينة "بنان"، والتي تُقدَّر التكلفة الاستثمارية الإجمالية لمشروع المدينة بنحو 31.4 مليار ريال سعودي، ويضم 27 ألف وحدةٍ سكنيةٍ من بين شققٍ وفللٍ وأراضٍ لسكن العائلات بمساحاتٍ مختلفةٍ ومتنوِّعة، وذلك على مساحة المشروع التي تبلغ 10 ملايين متر مربع.
وفي الأسبوع الماضي، تبعت المجموعة تلك الخطوة بالإعلان عن التوجُّه إلى السوق العُمانية؛ حيث وقَّعت اتفاقية مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني العُمانية؛ لتطوير مشروعَين، أحدهما عقاري والآخر سياحي، غرب عاصمة سلطنة عُمان مسقط، وتبلغ القيمة الإجمالية للمشروعَين نحو 1.5 مليار ريال عُماني، ويهدفان إلى توفير حوالي 13 ألف وحدةٍ سكنيةٍ وفندقيةٍ على مساحةٍ تزيد على 4.9 مليون متر مربع. وسيتم تطوير المشروعَين بشكلٍ متزامنٍ على قِطعتَي أرض غرب مسقط، وسيتم ربطهما بواسطة قطار كهربائي.
كما وقَّعت مجموعة "طلعت مصطفى" القابضة، قبل يومَين، مذكّرة تفاهم مع الهيئة الوطنية للاستثمار العراقية لتطوير مشروع متعدِّد الاستخدامات جنوب غرب بغداد، في مدينة الرفيل، العاصمة الإدارية الجديدة للبلاد، على مساحة 14 مليون متر مربع، وسيضم نحو 46 ألف وحدة متعددة الاستخدامات، بالإضافة إلى مدارس وفنادق وخدمات أخرى.
بالم هيلز
واختارت شركة "يالم هيلز" للتعمير، في أول تحرُّك خارج مصر، دولة الإمارات لتلك الخطوة، ووقَّعت اتفاقية مع شركة "ويف سيفين للاستثمار المحدودة"؛ لتطوير قطعة أرض بمساحة 1.87 مليون متر مربع في إمارة أبوظبي، على أن يتم تنفيذ المشروع من خلال شركة "بى اتش دى نورث جبيل للتطوير العقاري"، التابعة لشركة بالم هيلز.
وأفاد ياسين منصور، رئيس مجلس الإدارة ورئيس المجموعة التنفيذية بشركة بالم هيلز للتعمير، في بيان أصدرته الشركة، أن هذا المشروع يُمثِّل علامةً فارقةً في تاريخ بالم هيلز؛ حيث تتمتع أبوظبي ببيئةٍ عقاريةٍ متميِّزة ذات إدارةٍ حكيمة، وتطلعاتٍ مستقبلية، مدعومة بمبادراتٍ حكوميةٍ تستمر في جذب الاستثمارات الأجنبية، وتدعم الطلب القوي.
الأهلي صبور
بدأت شركة "الأهلي صبور" في جني ثمار توجُّهها للسوق الخارجية؛ إذ إنها بعد عامَين من مباحثاتها الخارجية، أطلقت بداية العام الجاري أول مشروعاتها في سلطنة عُمان "وادي زها"، في مدينة السلطان هيثم، وتبلغ استثمارات المشروع نحو 90 مليون ريال عُماني، ويُعدُّ جزءًا من خُطة توسُّعٍ تشمل تطوير ثلاثة مشاريع رئيسية: وادي زها، وادي صفا، وادي تالا، على مساحة 100 فدان بإطلالةٍ مباشرة على الحديقة المركزية بالمدينة، ولم تتوقف شركة "الأهلي صبور" على ذلك؛ حيث تُجرى مناقشات مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني العُمانية؛ للحصول على أراضٍ جديدة في مناطق مثل الخوير داون تاون، الجبل الأخضر، ومدينة صلالة الجديدة.
وفي السعودية، وقَّعت شركة «جراندي باي الأهلي صبور»، إحدى شركات "الأهلي صبور" اتفاقية مع شركة سراة للاستثمار؛ لتطوير وتنفيذ مشاريع عقارية بمختلف مدن المملكة العربية السعودية، ومن بينها مدينة جدة والرياض والمدينة المنورة، ولا تزال الشركة في مرحلة التفاوض على الأراضي؛ للاستقرار على ما يتناسب مع خطَّتها.
أورا ديفلوبرز
وعلى صعيد الاستثمار العقاري خارج مصر، كانت لرجل الأعمال نجيب ساويرس تحركاتٌ هو الآخر، من خلال دخوله سوقَي الإمارات والعراق، تمثَّلت الخطوة الأولى عبر شركته "أورا ديفلوبرز" في إنشاء مدينة «علي الوردي» السكنية في بغداد بالعراق باستثمارات تناهز نحو 7 مليارات دولار، واستلمت الشركة الأرض بالفعل الأرض في أبريل الماضي، وتبدأ في إجراءات التنفيذ، على أن يتم الانتهاء من المشروع خلال 8 سنوات، والخطوة الثانية في التوسُّع الخارجي لشركة أورا ديفلوبرز كانت في دولة الإمارات، عبر إطلاق مشروع «بين»، الذي يمتد على مساحة 4.8 مليون متر مربع في "غنتوت" بين إمارتَي أبوظبي ودبي، ويضم أنشطةً سكنيةً وفندقيةً متنوّعة، ونادٍ رياضي على مساحة 100 ألف متر مربع.
تطوير مصر
وكانت شركة "تطوير مصر" ضمن قائمة الشركات المصرية المتوجهة إلى الخليج، والتي لا تزال في مرحلة دراسة الفرص الاستثمارية المتاحة في السعودية، عبر شراكتها مع شركة نايف الراجحي، والتي وقَّعتها خلال عام 2023، بحسب ما كشفه الدكتور أحمد شلبي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة، مشيرًا إلى أن الشركة تدرس العديد من قِطَع الأراضي، وستُعلن عن مستجدات الاستثمار في المملكة فور التوصُّل إلى اتفاقٍ رسميّ.
وأشار شلبي إلى أن الشركة تتريَّث في اختيار الفرصة الاستثمارية التي تسعى لتنفيذها، حتى يتناسب المشروع مع خُطط وتطلُّعات الشركة، مشيرًا إلى أن السوق السعودية تمتلك فرصًا كبيرة، كما أن الشركة تواصل خُطَّتها التوسُّعية في السوق المصرية.
تبارك القابضة
وأبان علي الشرباني، رئيس مجلس إدارة مجموعة "تبارك القابضة"، أن الشركة دخلت حاليًّا في مفاوضاتٍ مع جهاتٍ حكومية؛ خاصةٍ في السعودية؛ للحصول على قطعة أرضٍ في مدينة الرياض، تمهيدًا لبدء الاستثمار في المملكة، لافتًا إلى أن الشركة تمتلك مكتبَين في جدة والرياض، وتعمل من خلالهما على تسويق مشروعاتها في مصر، إلى جانب دراسة الفرص الاستثمارية المتاحة، وأوضح في تصريحاته أن الشركة تدرس حاليًّا 3 قطع أراضٍ في الرياض، وفور التوصل لاتفاق على إحداها سيتم الإعلان عن تفاصيل المشروع المزمع إقامته، موضحًا أن مساحة الأرض التي تستهدفها الشركة في حدود 50 فدانًا، وهو ما يتناسب مع احتياجات الشركة.
وأضاف إنه ضمن خطة التوسُّع الخارجي، فإنه يجري التوسّع في إنشاء مكاتب للشركة في السعودية وباقي دول الخليج لتنويع مبيعات الشركة، سواء في مصر أو الخليج؛ حيث التدفقات بالعملة الأجنبية.
ماونتن فيو
وتحركت شركة "ماونتن فيو" نحو السوق السعودية، وأسّست في سبتمبر من العام الماضي شركةً لها في المملكة، واستحوذت على قطعة أرض بمدينة الرياض تمهيدًا لتنفيذ أول مشروع عقاري في إطار خُطتها التوسعية؛ حيث استحوذت الشركة على قطعة الأرض بالشراكة مع شركة "مايا للتطوير والاستثمار العقاري"، وشركة "آل سعيدان للعقارات"، على أن يتبع ذلك الاستحواذ على العديد من الأراضي.
وأكدت الشركة حينها أن هذا الاستحواذ يأتي في إطار خطة الشركة للتوسُّع في الأسواق المجاورة؛ خاصة السوق العقارية السعودية؛ نظرًا للدور الأساسي الذي تلعبه المملكة في منطقة الشرق الأوسط، من حيث القوة الاقتصادية وتزايد عدد السكان، وسرعة نمو السوق العقارية السعودية.