بتكلفة 1.2 مليار دولار.. المتحف المصريّ الكبير يُعيد رسم السوق العقارية والسياحية بمصر

يقع المتحف على مساحة تقارب 500 ألف متر مربع
المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير
تم النشر في

افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رسميًّا المتحف المصري الكبير في محافظة الجيزة، بحضور 79 وفدًا رسميًّا من مختلف دول العالم، بينهم 39 وفدًا برئاسة ملوك ورؤساء وأمراء.

ويُمثِّل المتحف المصري الكبير أحد أبرز المشروعات العمرانية والثقافية في المنطقة؛ حيث يجمع بين العمارة الحديثة والتخطيط الاقتصادي المستدام، كما يُعدُّ من أكبر المنشآت الثقافية في العالم المخصَّصة لحضارةٍ واحدة.

ومن المتوقع أن يُسهم المشروع في زيادة إيرادات السياحة، وتنشيط السوق العقارية، ودعم فرص العمل والخدمات في الجيزة والقاهرة الكبرى، بما يُعزّز مكانة مصر كمركزٍ إقليميّ للسياحة الثقافية.

وبلغت تكلفة المشروع نحو 1.2 مليار دولار، واستغرق العمل فيه أكثر من عشرين عامًا، منذ وضع حجر الأساس عام 2002 حتى اكتماله في 2025، وفق بيانات "بوابة الأهرام الاقتصادية".

تصميم هندسي مرتبط بالتاريخ

يقع المتحف على مساحةٍ تقارب 500 ألف متر مربع عند سفح أهرامات الجيزة، وصمَّمته شركة Heneghan Peng Architects الأيرلندية الفائزة في المسابقة الدولية التي شارك فيها أكثر من 1500 مكتب هندسي.

ويتكوَّن المبنى من واجهةٍ حجريةٍ وزجاجيةٍ بطول 600 متر، وارتفاع 45 مترًا، وصُمِّمت لتتماشى بصريًّا مع اتجاه الأهرامات، وتستفيد من الإضاءة الطبيعية.

ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف العصور المصرية القديمة، من بينها المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون.

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

مكوِّنات المتحف

يحتوي المتحف على قاعات عرضٍ دائمةٍ ومؤقتة، ومتحفٍ مخصّص للأطفال، ومركزٍ للمؤتمرات، ومكتباتٍ ومناطق خدمية، ويتصدَّر تمثال الملك رمسيس الثاني بهو المدخل الرئيسي، فيما يربط "الدرج العظيم" بين الطوابق المختلفة، ويضم 87 قطعةً أثريةً كبيرة الحجم.

كما تشمل المرافق مطاعم، وممشى تجاريًّا، وحدائق خضراء، ومناطق عامة؛ لتوفير تجربة زيارة متكاملة.

تمويل المشروع

تم تنفيذ المشروع من خلال شراكةٍ بين الحكومة المصرية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، التي قدَّمت قرضَين ميسَّرين بإجمالي 800 مليون دولار، فيما تمَّ تمويل باقي التكلفة من الموازنة العامة للدولة، وفق وكالة رويترز.

مسلَّة الملك رمسيس الثاني في مدخل المتحف
مسلَّة الملك رمسيس الثاني في مدخل المتحف
ارتفعت القيمة العقارية في المنطقة المحيطة بالمتحف بأكثر من 30% خلال عام واحد

تطوير البنية التحتية في المنطقة المحيطة

تزامن تنفيذ المتحف مع تطوير شامل لمنطقة الجيزة والمناطق المجاورة، تضمن ذلك إنشاء ممشى سياحي بطول 1.27 كيلو متر، يربط المتحف بمنطقة الأهرامات، ومحطة مترو أنفاق جديدة باسم "المتحف الكبير"، إلى جانب توسعة مطار سفنكس الدولي الذي يبعد 15 دقيقة فقط عن الموقع.

علاوة على ذلك، شمل التطوير تنفيذ مشروع تشجير يضم أكثر من 6400 شجرة ومسطحات خضراء على مساحة 90 ألف متر مربع، وطلاء نحو 3 آلاف مبنى بألوان موحَّدة لتحسين المظهر العمراني.

وأشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، إلى أن هذه الإجراءات رفعت القيمة العقارية في المنطقة بأكثر من 30% خلال عام واحد.

انعكاسات على القطاع الفندقي والسياحي

يُتوقَّع خبراء أن يُسهم المتحف في تعزيز حركة السياحة الثقافية، ورفع معدلات الإشغال الفندقي في القاهرة والجيزة على المدى الطويل.

من جانبه، أفاد محافظ الجيزة في مداخلةٍ هاتفيةٍ لقناة "صدى البلد"، بأن نِسَب إشغال الفنادق في المنطقة بلغت 100% قبل افتتاح المتحف.

وصرَّح هشام طلعت مصطفى، الرئيس التنفيذي لمجموعة طلعت مصطفى القابضة، وأحد الشركاء الإستراتيجيين للمتحف المصري الكبير، بأن أسعار الغرف في فنادق القاهرة ارتفعت من نحو 80 دولارًا إلى ما يقارب 1000 دولار لليلة الواحدة؛ نتيجة زيادة الطلب خلال فترة الافتتاح، وفق مقابلة مع "MBC مصر".

تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير
تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير

عوائد اقتصادية وتوقُّعات النمو

قال متى بشاي، رئيس لجنة التجارة الداخلية بالشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن مصر ستجني عوائد اقتصادية كبيرة من المشروع، متوقعًا جذب نحو خمسة ملايين سائح سنويًّا.

وأضاف، في تصريحات صحفية، إن المعارض المؤقتة التي سيستضيفها المتحف من المتوقع أن تُحقق إيرادات سنوية تتجاوز 250 مليون دولار، مشيرًا إلى أن المشروع يدعم أنشطة اقتصادية في مجالات البناء والنقل والخدمات والتصنيع.

وتوقّع "بشاي" أن تصل العوائد المباشرة وغير المباشرة إلى نحو 600 مليون دولار سنويًّا، تشمل تذاكر الدخول والخدمات التجارية، وزيادة الإنفاق السياحي في منطقة الأهرامات.

تقديرات رسمية للنمو السياحي

تتوافق هذه التوقعات مع تقديرات وكالة "رويترز"، التي تشير إلى أن الحكومة المصرية تستهدف استقبال نحو خمسة ملايين زائر للمتحف سنويًّا.

كما تتوقَّع مؤسسة "فيتش سوليوشنز" أن ينمو قطاع السياحة المصري بمعدل 5.7% سنويًّا حتى عام 2029؛ لتصل الإيرادات إلى نحو 19 مليار دولار سنويًّا، مدعومةً بمشروعاتٍ ثقافيةٍ كبرى، أبرزها المتحف المصري الكبير.

الحكومة المصرية تستهدف استقبال نحو خمسة ملايين زائر للمتحف سنويًّا
مدخل المتحف المصري الكبير
مدخل المتحف المصري الكبير

أثر اقتصادي متعدِّد القطاعات

بحسب تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بعنوان "المتحف المصري الكبير: بوابة مصر لحضارة المستقبل"، يدعم المشروع أنشطةً اقتصاديةً متصلةً تشمل البناء، والنقل، والتأمين، والخدمات، والصناعات الحرفية.

كما يشير التقرير إلى أن السائح الثقافي يتميَّز بإنفاق أعلى بنسبة 40% من السائح التقليدي؛ ما يرفع العوائد الاقتصادية، ويوسّع قاعدة التشغيل.

اقرأ أيضًا
150 مليار دولار مبيعات القطاع التجاري العقاري في مصر خلال 2025
المتحف المصري الكبير

محتوى ذو صلة

No stories found.
//Handle Attachments element/
logo
بروبرتي ميدل إيست - Property Middle East
propertymiddleeast.com