
انطلقت أمس في العاصمة العُمانية مسقط؛ أعمال النسخة الـ20 من مؤتمر ومعرض عُمان العقاري وأسبوع التصميم والبناء، الذي أقيم في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، بمشاركةٍ واسعةٍ من كبار المستثمرين والمطوِّرين العقاريين المحليين والدوليين، وعددٍ من الخبراء والمستشارين في مجالات العمران والتنمية العمرانية، والتطوير العقاري.
وخلال افتتاح الفعاليات، دشَّن صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد، مشروع مدينة "الثريا" في ولاية بوشر كمدينةٍ عمرانيةٍ ذكية، ومشروع "الجبل العالي" بولاية الجبل الأخضر كوجهةٍ جبليةٍ عالمية، وتُعدُّ مدينة "الثريا" نموذجًا مستقبليًّا للعيش المستدام والتكامل الحضري، وتغطي 3 مراحل تطويرية، تمتد المرحلة الأولى على مساحةٍ تتجاوز 3 ملايين متر مربع، تستهدف استيعاب أكثر من 8 آلاف نسمة من خلال 2600 وحدة سكنية ضمن 8 أحياء سكنية متكاملة، أما مشروع الجبل العالي، الذي صُمِّم على حافةٍ جبليةٍ بطول 5.4 كيلو متر، وبمساحة 11.8 كيلو متر مربع، فيستوعب نحو 10 آلاف نسمة ووحدة سكنيةٍ مبتكرةٍ ومتنوّعةٍ في 3 قرى رئيسة.
وخلال الحفل، تمَّ توقيع 9 اتفاقيات شراكةٍ وتطويرٍ بقيمةٍ استثماريةٍ إجماليةٍ تجاوزت 2.3 مليار ريال عُماني، تشمل مشروعاتٍ تنمويةً نوعيةً في مدينة السُّلطان هيثم، ومدينة الثريا، بما يُعزِّز خارطة النمو العمراني في سلطنة عُمان، ويفتح آفاقًا جديدةً للاستثمار في قطاع العقار، وشملت الاتفاقيات الموقّعة، اتفاقيتَي شراكة وتطوير استثماريّ تتجاوز قيمتهما 1.7 مليار ريال عُماني، تغطي مساحةً تتجاوز 4.8 مليون متر مربع، وشملت تطوير الأحياء رقم 7، و8، و9، و11، و"12 أ"، و"12 ب" في مدينة السُّلطان هيثم على مساحةٍ إجماليةٍ تتجاوز 2.6 مليون متر مربع، تتضمَّن إنشاء وحداتٍ سكنيةٍ متنوعةٍ من الفلل والشقق، ومباني متعددة الاستخدامات، إلى جانب مرافق خدمية متكاملة تتضمَّن المساجد، والحدائق، والمسطحات الخضراء، بالإضافة إلى تطوير نادٍ اجتماعي ورياضي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العُمانية.
أما الاتفاقية الثانية فتضمنت تطوير الأرض الساحلية بولاية السيب لمشروعٍ سياحيٍّ نوعيٍّ بمساحةٍ تتجاوز 2.2 مليون متر مربع؛ إذ يضم المشروع فندقًا سياحيًّا، ومناطق سكنية تضم وحداتٍ سكنيةً متصلةً ومارينا بحرية، كما تمَّ توقيع اتفاقية البنود الرئيسة لتطوير الحي رقم "6 سي" و"6 دي" بمدينة السُّلطان هيثم بقيمةٍ استثماريةٍ تزيد على 150 مليون ريال عُماني.
كما شهد الافتتاح توقيع اتفاقية شراكةٍ وتطويرٍ بقيمةٍ استثماريةٍ تتجاوز 240 مليونًا؛ لتطوير الحي رقم (6) أحد الأحياء الرئيسة ضمن المرحلة الأولى بمدينة الثريا، وتبلغ مساحة الحي 285 ألف متر مربع، ويضم ألف وحدة سكنية. وفي مشروع الجبل العالي، تم توقيع اتفاقية البنود الرئيسة لتطوير الحي الصحي بالقرية الغربية بقيمةٍ استثماريةٍ تصل إلى 200 مليون ريال عُماني على مساحة 630 ألف متر مربع، ويضمُّ 500 وحدةٍ سكنيةٍ وفندقيةٍ بمساحة بناء تتجاوز 100 ألف متر مربع، كما تمَّ إسناد مناقصةٍ لأعمال تهيئة وتسوية الموقع بمدينة السُّلطان هيثم الحزمة رقم (1أ) بقيمةٍ استثماريةٍ تتجاوز 6 ملايين ريال عُماني، في خطوةٍ محوريةٍ نحو تجهيز البنية الأساسية للمدينة، وتسهيل الربط بين أحيائها ومرافقها الحيوية.
وسيتم توقيع اتفاقية شراكة بقيمةٍ استثماريةٍ تصل إلى 45 مليون ريال عُماني، من أجل تطوير أول واجهةٍ فندقيةٍ بتصنيف 4 نجوم في مدينة السُّلطان هيثم في مساكن يناير، يضم 170 غرفة فندقية، و123 شقة فندقية، و96 شقة سكنية، كما تمَّ توقيع اتفاقية حق انتفاع لإنشاء مصنع العناصر الخرسانية مسبقة الصبّ بحق الانتفاع في حلبان بولاية بركاء بقيمةٍ استثماريةٍ تصل إلى مليونَي ريال عُماني في المرحلة الأولى.
من جهةٍ أخرى، يشهد الحدث إسناد مناقصاتٍ بمدينة الثريا بقيمةٍ إجمالية 13 مليون ريال عُماني، تشمل إسناد مناقصة أعمال تهيئة وتسوية الموقع بقيمةٍ تتجاوز 7 ملايين ريال عُماني، إلى جانب إسناد مناقصةٍ لأعمال الاستشارات الهندسية للإشراف على الأعمال الإنشائية بالمدينة، بقيمةٍ استثماريةٍ تتجاوز 6 ملايين ريال عُماني، وسيتم، على هامش المؤتمر، التوقيع على 23 اتفاقية تعاونٍ لتنفيذ البنية الأساسية لمشروعات الأحياء السكنية المتكاملة "صروح"، تشمل إنشاء شبكات المياه والصرف الصحي، وشبكات توزيع الكهرباء، وتطوير البنية الأساسية للإنترنت، وتغطي الخدمات 8 مشروعات "صروح ."كما سيتم، خلال فعاليات المؤتمر، طرح 8 فرصٍ استثماريةٍ جديدةٍ لتطوير الأحياء والمخططات السكنية المتكاملة "صروح"، موزعة على محافظات جنوب الباطنة، وجنوب الشرقية، وظفار، ومسقط، والداخلية، وتشكّل هذه الفرص نافذة واعدةً للمستثمرين الراغبين في المساهمة في تطوير القطاع العقاري؛ ما يعزّز تنويع المشروعات الإسكانية، ويدعم التنمية الاقتصادية المستدامة.
وفي إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الاستثمار والاستغلال الأمثل للأراضي الحكومية، سيتم خلال أعمال المؤتمر توقيع 43 عقد انتفاع، بقيمةٍ استثماريةٍ تتجاوز 7.3 مليون ريال عُماني، تشمل عددًا من القطاعات التنموية، ففي الأمن الغذائي سيتم توقيع 11 عقدًا بمساحةٍ إجماليةٍ تجاوزت 881 فدانًا، وتوقيع 11 عقدًا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمساحةٍ تتجاوز 5600 متر مربع في القطاع الصناعي، وعقد انتفاع لإنشاء أكاديميةٍ رياضيةٍ متخصِّصةٍ على مساحةٍ تتجاوز 26 ألف متر مربع، بما يعكس تنوُّع الاستثمارات، واستهداف قطاعاتٍ حيويةٍ تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتستمر فعاليات المؤتمر والمعرض، وأسبوع التصميم والبناء الذي تنظمه وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، بالتعاون مع الجمعية العقارية العُمانية، وشركة "كونكت"، لمدة 6 أيام؛ ما يوفر منصة إستراتيجية لاستعراض المشروعات العقارية وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية الواعدة، وبناء شراكاتٍ فاعلةٍ بين القطاعَين العام والخاص، في ظل التوجهات الوطنية؛ لتعزيز بيئة الأعمال واستدامة النمو العمراني، ويقدِّم المعرض المصاحب ضمن فعاليات مؤتمر ومعرض عُمان العقاري، تجربةً تفاعليةً تمكّن المستفيدين من التعرُّف عن قُرب على الخيارات الإسكانية المتاحة، والتعرُّف على نماذج وتصميم الشقق من خلال استعراض نموذج حيّ للشقق السكنية في مدينة السُّلطان هيثم، ويُمثِّل منصةً شاملةً تجمع المطوِّرين العقاريِّين تحت مظلةٍ واحدة، ويستضيف مؤتمر ومعرض عُمان العقاري أكثر من 40 متحدثًا يشاركون في 10 جلسات حوارية تفاعلية تغطي مجموعة واسعةً من الموضوعات المرتبطة بالتطوير العمراني، والاستثمار العقاري، والاستدامة، والتخطيط الحضري الذكي.
يُشار إلى جلسات المؤتمر تشمل طرح مجموعةٍ من أوراق العمل المتخصصة التي عكست تنوُّع المحاور وتكامل الرؤى المطروحة، من بينها استعراض تجربة سلطنة عُمان في مجال التطوير العقاري، وتسليط الضوء على الجهود المبذولة لإيجاد فرصٍ استثماريةٍ واعدةٍ في هذا القطاع الحيوي، إلى جانب مناقشة آفاق الاستثمار العقاري في سلطنة عُمان، وما يرتبط بها من حوافز ومحركات نمو، كما تتناول الجلسات تحديات القطاع في الأوقات الاستثنائية، مع تقديم تجارب عالمية حول كيفية تعزيز مرونة السوق العقارية واستدامتها في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية.
كما يشهد المؤتمر إقامة الملتقى الاستثماري بمشاركة نخبةٍ من المستثمرين على المستويَين المحلي والعالمي، ليُمثّل منصةً لاستعراض مشروعات المدن المستقبلية، والتركيز على الفرص الاستثمارية المتاحة، والتوجهات المستقبلية للقطاع العقاري في سلطنة عُمان؛ بهدف تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص واستقطاب الاستثمارات النوعية في مشروعات التنمية الحضرية.