سجَّلت السوق العقارية السكنية في المملكة العربية السعودية نموًّا ملحوظًا في المؤشر العام لأسعار العقارات السكنية بنسبة 5.12% خلال الربع الأول من عام 2025، بحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء، في إشارة إلى تغيُّر واضح في حركة العرض والطلب، وتزايد الإقبال على التملك بأنواعه المختلفة.
الفلل في الصدارة.. والطلب لا يزال قويًّا
جاءت الفلل السكنية على رأس العقارات التي شهدت أكبر نسبة ارتفاع، حيث قفزت أسعارها بنسبة 10.26% خلال الربع الأول مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. وارتفع مؤشر أسعار الفلل من 93.61 نقطة في 2024 إلى 103.21 نقطة في 2025.
جدول مؤشرات أسعار العقارات السكنية
ويرتبط ارتفاع أسعار الفلل بزيادة الطلب من العائلات التي تفضل السكن في منازل مستقلة توفر الخصوصية والمساحة. كما أن نمط الفيلا لا يزال الخيار الأول لكثير من السعوديين، كونه يعكس الاستقرار والإنجاز الاجتماعي في الثقافة المحلية، وغالبًا ما يكون "الهدف النهائي" بعد فترات السكن المؤقت في شقق.
الأرض.. الاستثمار الأبقى
أما الأراضي السكنية فقد ارتفعت أسعارها بنسبة 5.34%، حيث وصل مؤشرها إلى 105.56 نقطة في الربع الأول من عام 2025، مقارنة بـ 100.21 نقطة في الفترة نفسها من 2024.
ورغم أن هذه الزيادة تبدو محدودة، إلا أنها تعكس حركة قوية في سوقٍ تُعدُّ فيها الأرض الأصل الأهم في الاستثمار العقاري. فالأرض لا تُستهلك، وتبقى دائمًا ملاذًا آمنًا في أوقات تقلبات السوق، ما يجعلها خيارًا مفضَّلًا لدى كثير من المستثمرين.
الشقق.. الخيار العملي للشباب والأسر الجديدة
في المقابل، شهدت أسعار الشقق السكنية ارتفاعًا طفيفًا بلغ 1.24%، وهو ما يُعدُّ مؤشرًا على نمو مستقر ومتوازن لهذا النوع من العقارات.
الشقق باتت الخيار الأنسب لفئة الشباب والأسر الجديدة، خاصةً مع تحولات نمط الحياة، وارتفاع تكاليف التملك. ويُنظر إلى هذا الارتفاع البسيط على أنه تصاعد صحي يدل على تحسُّن تدريجي في الطلب دون خلق ضغط سعري مقلق.
تُظهر مؤشرات السوق العقارية في السعودية خلال الربع الأول من 2025 أن الطلب ما زال قويًّا، خصوصًا على الفلل والأراضي، في حين تنمو الشقق بثباتٍ هادئ.
وفي ظل هذه التحوُّلات، يبدو أن السوق مقبلة على مرحلةٍ جديدة، تتوازن فيها الرغبات والتطلعات مع الإمكانات والفرص.