الرياض تتصدَّر أسعار الغرف الفندقية والمدينة تتفوَّق بنِسَب الإشغال في 2024

نموٌّ تاريخيٌّ في قطاع الفنادق يُعزِّز السياحة السعودية في 2024
توجُّه الاستثمارات نحو العقارات الفندقية
توجُّه الاستثمارات نحو العقارات الفندقية
تم النشر في

في مشهدٍ يعكس بوضوح التحوُّل الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية في قطاعَي السياحة والعقارات، سجّل عدد الفنادق السياحية في البلاد قفزةً تاريخيةً خلال عام 2024، مع ارتفاعه إلى 2163 فندقًا مقارنةً بـ 1161 فندقًا فقط بنهاية 2023، بنسبة نموٍّ بلغت 86% في عام واحد، وفق تقرير الهيئة العامة للإحصاء وبيانات أولية لوزارة السياحة.

هذا النمو اللافت لم يكن مجرد رقمٍ اقتصاديّ، بل مؤشر مباشر على التأثير العميق للنهضة السياحية على سوق العقارات الفندقية في المملكة.

فبينما تتسارع وتيرة المشاريع السياحية الكبرى، وتزداد معدلات الزوار من الداخل والخارج، وجدت السوق العقارية في القطاع الفندقي فرصةً غير مسبوقةٍ للنمو والانتشار؛ ما جعل الفنادق إحدى أبرز الأدوات الاستثمارية الجاذبة في المرحلة الحالية.

الرياض تتصدَّر أسعار الغرف الفندقية

على صعيد الأسعار، كشفت البيانات أن فنادق منطقة الرياض سجَّلت أعلى متوسط سعر يومي للغرفة الفندقية خلال الربع الرابع من عام 2024؛ حيث بلغ المتوسط 1013 ريالًا سعوديًّا. ويعكس هذا الرقم الطلب المتزايد على الفنادق في العاصمة؛ لا سيما مع كونها مركزًا للأعمال والفعاليات الرسمية، وموقعًا متناميًا للسياحة الترفيهية والثقافية.

وجاءت منطقة تبوك في المرتبة الثانية من حيث متوسط السعر اليومي للغرفة؛ حيث بلغ 521 ريالًا، في حين سجَّلت المنطقة الشرقية متوسطًا بلغ 417 ريالًا، تلتها منطقة حائل بـ 412 ريالًا للغرفة.

المدينة المنورة تتصدَّر نِسَب الإشغال

أما فيما يخص نِسَب الإشغال، فقد أظهرت البيانات أن فنادق منطقة المدينة المنورة حققت أعلى نسبة إشغالٍ خلال الربع الرابع من 2024؛ حيث وصلت إلى 74.77%، تليها فنادق منطقة الرياض بنسبة 72.04%، ثم فنادق المنطقة الشرقية بنسبة 60.19%.

ويُعزى ارتفاع نِسَب الإشغال في المدينة المنورة إلى استمرار توافد الزوار والمعتمرين، خصوصًا مع تسهيلات التأشيرات والتوسعة المستمرة في خدمات النقل والمرافق. أما في الرياض، فإن مزيجًا من المؤتمرات والمعارض والأنشطة الترفيهية بات يجذب شرائح متنوّعة من الزوار المحليين والدوليين.

يعكس النمو الكبير في عدد الفنادق واتساع قاعدة العرض تحسنًّا ملحوظًا في ثقة المستثمرين بالسوق السياحية السعودية. كما أن استمرار الطلب المرتفع على الغرف، خاصةً في مناطق معينة، يشير إلى وجود فجوةٍ في العرض لا تزال قائمةً في بعض المناطق ذات الجاذبية السياحية والدينية، مثل المدينة المنورة ومكة المكرمة، رغم التوسُّع الجاري.

من ناحية أخرى، تُظهر الأسعار المرتفعة نسبيًّا في الرياض مدى تنافسية السوق الفندقية هناك، وربما تشير أيضًا إلى شُحٍّ في الفئات الاقتصادية المتوسطة والمنخفضة؛ ما يفتح المجال لمزيدٍ من الاستثمارات في هذه الشرائح.

وتُعدّ هذه الأرقام الجديدة دليلًا قويًّا على نجاح الإستراتيجية الوطنية للسياحة، وتُظهر التقدُّم السريع في تنفيذ مستهدفات رؤية 2030. ومع استمرار الزخم في تطوير المشاريع العملاقة والبنية التحتية، يبدو أن المملكة تسير بثقةٍ نحو التحوُّل إلى وجهة سياحية عالمية، تستقبل ملايين الزوار سنويًّا من مختلف أنحاء العالم.

محتوى ذو صلة

No stories found.
//Handle Attachments element/
logo
بروبرتي ميدل إيست - Property Middle East
propertymiddleeast.com