أظهرت بيانات حديثة صادرة عن الهيئة العامة للإحصاء تباينًا واضحًا في الطلب على المساكن المؤجرة من قِبل الأسر السعودية في مختلف مناطق المملكة، ما يوفر مؤشرات مهمة للمستثمرين والمطورين العقاريين حول المواقع الأنسب والشرائح السكانية الأكثر جذبًا لتطوير مشاريع سكنية للبيع.
وبحسب البيانات، بلغ إجمالي عدد المساكن المستأجرة من قِبل أسر سعودية في المملكة أكثر من 1.4 مليون وحدة سكنية، موزعة على ثلاث شرائح سعرية رئيسية تعكس مستويات مختلفة من القدرة الشرائية: أقل من 20,000 ريال سنويًا (سكن اقتصادي)، من 20,000 إلى 30,000 ريال سنويًا (سكن متوسط)، وأكثر من 30,000 ريال سنويًا (سكن فوق المتوسط).
ويُعد هذا التوزيع مؤشراً على وجود طلب متنوع ومستقر على المساكن، ما يعزز من أهمية تطوير منتجات عقارية تستجيب لتلك الاحتياجات وفقًا للتركيبة السكانية والاقتصادية لكل منطقة.
جدول المساكن المستأجرة من قِبَل أسر سعودية حسب المنطقة
الرياض: السوق الأنشط في الطلب المرتفع
تصدَّرت الرياض المشهد العقاري في فئة المستأجرين السعوديين ذوي القدرة الشرائية العالية، إذ تجاوز عدد الوحدات المؤجرة بأكثر من 30 ألف ريال سنويًّا حاجز 137 ألف وحدة، وهو ما يشير إلى نشاط كبير في الطبقة المتوسطة والعليا. كما بلغ إجمالي الوحدات المستأجرة في المنطقة 345 ألف وحدة، توزعت بنسب متقاربة بين الفئات الثلاث، ما يعكس تنوعًا في الطلب السكني.
وتعطي الأرقام مؤشرات على وجود فرص استثمارية في الرياض لتطوير فلل سكنية راقية أو مشاريع شقق تمليك فاخرة موجهة للطبقة المتوسطة وما فوق، خصوصًا في الأحياء النامية شرق وشمال العاصمة.
مكة المكرمة: الطلب الأعلى والأكثر اقتصادًا
جاءت منطقة مكة المكرمة في المرتبة الأولى من حيث إجمالي عدد الوحدات السكنية المستأجرة من قِبل أسر سعودية، بإجمالي يناهز 382 ألف وحدة. وقد تميزت هذه المنطقة بتركيبة طلب مختلفة، حيث تركز الجزء الأكبر من الوحدات المستأجرة ضمن الفئتين الاقتصادية والمتوسطة.
فقد بلغ عدد الوحدات المستأجرة في الفئة الاقتصادية أكثر من 170 ألف وحدة، تلاها عدد الوحدات في الفئة المتوسطة بأكثر من 184 ألف وحدة. في المقابل، سُجل انخفاض ملحوظ في عدد الوحدات المستأجرة ضمن الفئة الأعلى حيث لم يتجاوز عددها 27 ألف وحدة.
المنطقة الشرقية: سوق متوازنة وجاذبة للسكن العائلي
أما في المنطقة الشرقية فقد بلغ عدد الوحدات السكنية المستأجرة من قِبَل أسر سعودية نحو 234 ألف وحدة، توزعت بشكل يعكس توازنًا في مستويات الطلب، مع ميل واضح نحو الفئة الاقتصادية التي استحوذت على الحصة الأكبر بواقع 149 ألف وحدة، تلتها الفئة المتوسطة بنحو 60 ألف وحدة، ثم الفئة الأعلى بحوالي 25 ألف وحدة.
ويعكس هذا التوزيع وجود سوق سكنية متوازنة نسبيًا، تعتمد بشكل أساسي على شريحة العائلات العاملة في قطاعات استراتيجية كالصناعة والطاقة، التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد المحلي في المنطقة.
المدينة المنورة وعسير وتبوك: فرص واعدة بسوق السكن الاقتصادي
في منطقة المدينة المنورة، بلغ عدد الوحدات السكنية المستأجرة من قِبَل أسر سعودية أكثر من 128 ألف وحدة، تركزت النسبة الكبرى منها في الفئة الاقتصادية، بعدد يُقدَّر بأكثر من 102 ألف وحدة.
كما سجلت مناطق أخرى مثل عسير، تبوك، والقصيم أرقامًا ملحوظة في الطلب على الوحدات السكنية ضمن الفئة الاقتصادية. ويُظهر ذلك اعتمادًا واضحًا على الخيارات السكنية منخفضة التكلفة، ما يعكس طبيعة الطلب في تلك المناطق ويعزز الحاجة إلى تطوير منتجات سكنية اقتصادية تستجيب لاحتياجات الأسر متوسطة ومنخفضة الدخل.
جدول المساكن المستأجرة من قِبَل أسر سعودية حسب نوع العقار
