كشفت تقريرٌ جديدٌ صادر عن شركة "تيرنر وتاونسند"، عن ارتفاع تكاليف البناء بالرياض؛ لتفوق جميع مدن المنطقة، ويؤكد التقرير أن الرياض أصبحت الآن أغلى مدينة للبناء في الشرق الأوسط، بمتوسط تكلفة يبلغ 3,112 دولارًا أمريكيًّا للمتر المربع في 2024؛ حيث متوسط تكلفة التشييد لكل متر مربع في الرياض 2593 دولارًا، بحسب "تيرنر وتاونسند"، ويرجع هذا الارتفاع الكبير في التكلفة إلى حدٍّ كبيرٍ للطلب المتزايد على البناء؛ لا سيما بفضل مشاريع رؤية السعودية 2030 الطموحة، والطفرة في تطوير مراكز البيانات.
ويُعتبر النقص المُزمن في العمالة الماهرة عاملًا رئيسيًّا في ارتفاع تضخّم تكاليف البناء؛ حيث من المتوقع أن تشهد الرياض ودبي وأبو ظبي زيادةً بنسبة 5% في عام 2025، ورغم ارتفاع التكاليف، لا تزال المنطقة تتمتع بتنافسيةٍ عالميةٍ نسبية؛ حيث تحتل مرتبة أدنى بكثير من مدن مثل لندن ونيويورك.
ويوصي التقرير بالاستثمار في تطوير العمالة الماهرة المحلية، والتعاون مع المصنّعين المحليين للتخفيف من التحديات المستقبلية، والاستفادة من فرص النمو المستمرة في قطاعاتٍ مثل المشاريع متعددة الاستخدامات والضيافة والخدمات اللوجستية، حيث تُغذّي جهود تنويع الاقتصادات في جميع أنحاء الشرق الأوسط طلبًا قويًّا على قطاع البناء، حتى مع تكيّف مشاريع الجيجا مع اتجاهات السوق المتغيّرة، حسب ما أوردته "أريبيان بزنس".
ومن المكاتب المؤسسية ومراكز البيانات إلى السياحة والسكن، يُولّد هذا موجةً جديدةً من الفرص، لكن مع ذلك، يأتي تحدي الطاقة الاستيعابية؛ مما يُشكّل ضغطًا على التكاليف، وتُساعد تكاليف البناء المنخفضة نسبيًّا في الشرق الأوسط مُقارنةً بمناطق عالميةٍ أخرى في الحفاظ على نمو الطلب في العديد من القطاعات.
كما يبلغ متوسط تكلفة المتر المربع في الرياض، السوق المحلية الأغلى 3,112 دولارًا أمريكيًّا، وهو أقل بكثير من أسواق مثل لندن التي تبلغ 5,385 دولارًا أمريكيًّا، وهذا لا يعني أن الإقبال على العمل في جميع أنحاء المنطقة يخلو من التحديات، فمع تزايد ضغوط عددٍ محدودٍ من العمال على عددٍ مُتزايد من المشاريع الضخمة، تُواجه العديد من الشركات نقصًا في العمالة الماهرة.
وتُوضح جميع أسواق الشرق الأوسط أن هذه التحديات تُؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على تسليم المشاريع، وبالإضافة إلى ندرة المواد الأساسية المتاحة، فإن هذا يدفع الأسعار إلى الارتفاع؛ حيث من المتوقع أن ترتفع تكاليف البناء بنسبة 5.0% بحلول عام 2025 في الأسواق الرئيسية الرياض وأبو ظبي ودبي.
ويبيِّن التقرير أن الإستراتيجيات الوطنية طويلة الأجل، التي تُركّز على التنويع الاقتصادي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، تُتيح فرصًا تنمويةً هامةً، وتدفع الطلب في القطاعات الرئيسية، وفقًا لتقرير سوق البناء العالمي (GCMI) لعام 2025 الصادر عن شركة الخدمات المهنية العالمية “تيرنر آند تاونسند”. ويُسهم هذا النمو بالنشاط في ارتفاع تكاليف البناء مع اشتداد المنافسة على الموارد.
جديرٌ بالذِّكر أنه من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية بنسبة 3.5% في عام 2025، ثم 3.9% في عام 2026، وفقًا لصندوق النقد الدولي، وقد أصبحت المملكة واحدة من أكثر أسواق البناء العالمية نشاطًا. ومع ذلك، فإن عددًا متزايدًا من المشاريع الكبرى تضطر إلى استيعاب العمالة من مصادر محدودة؛ مما يرفع تكلفة البناء.
ويُظهر تقرير سوق البناء العالمي أن الرياض هي الأغلى من حيث تكلفة البناء في الشرق الأوسط، بمتوسط 3,112 دولارًا أمريكيًّا للمتر المربع، أي ما يعادل 24 وحدةً سكنية، وهو أعلى بنحو 400 دولار أمريكي من ثاني أغلى سوق في المنطقة، الدوحة (2,613 دولارًا أمريكيًّا للمتر المربع)، ولا يقتصر نقص المهارات المتخصصة على المملكة العربية السعودية؛ حيث أفادت جميع أسواق الشرق الأوسط المدرجة في مؤشر GCMI بأن نقص العمالة الماهرة يؤثر بشكلٍ كبيرٍ على تنفيذ المشاريع. ويُعدُّ هذا أحد العوامل التي تُبقي التضخم مرتفعًا، ومن المتوقع أن ترتفع تكاليف البناء بنسبة 5.0% هذا العام في الرياض وأبو ظبي ودبي.
