

اختتم معرض "سيتي سكيب العالمي 2025" فعالياته في الرياض بإعلان أرقامٍ قياسيةٍ غير مسبوقةٍ على مستوى الصفقات والمعاملات العقارية، التي بلغت 63 مليار دولار، إلى جانب توسُّع كبير في حجم المشاركة والمساحة مقارنةً بالنُّسخ السابقة، ما يعكس المكانة المتصاعدة للمملكة كوجهةٍ محوريةٍ للاستثمار العقاري العالمي.
وخلال الحفل الختامي، أكد وكيل وزارة البلديات والإسكان لتحفيز المعروض السكني والتطوير العقاري، عبدالرحمن الطويل، أن ما شهده المعرض هذا العام يعكس انتقال الأدوات التنظيمية والاستثمارية في السوق السعودية من مرحلة الإنشاء والتشريعات إلى واقعٍ فعليٍّ من النمو "الأكثر ذكاءً واستدامة".
وقال إن تقديم أكثر من 250 ألف وحدة سكنية بخيارات تمويل مرنة لا يمثل عرضًا رقميًّا بقدر ما هو خطوة عملية لتقريب حلم التملُّك من واقع الأسر، في إطار برامج حكومية تستهدف رفع جودة الحياة ودعم فرص السكن الملائم.
وأوضح الطويل أن إطلاق منصة التحفيز العقاري خلال المعرض يشكل تحولًا جوهريًّا في طريقة إدارة التنمية العقارية، حيث تربط المنصة رقميًّا بين ملاك الأراضي والمطورين والمستثمرين، بما يسهّل تحويل الأراضي الخام إلى مشاريع حقيقية تسهم في زيادة المعروض ورفع كفاءة التطوير.
وأشار إلى الدور الاجتماعي المتكامل الذي يجسده صندوق "جود الوقفي"، بوصفه نموذجًا يجمع بين الاستثمار والعطاء، حيث تُوجّه وحداته لدعم الأسر الأكثر احتياجًا وفق آليات استدامة واضحة تحفظ التوازن المالي للقطاع.
وبيّن الطويل أن منظومة التمويل العقاري في المملكة أصبحت أكثر تنوعًا واستقرارًا بفضل برامج الاستدامة المالية، والصناديق الوقفية، والصكوك، التي تعمل بشكل متكامل لحماية الفئات المحتاجة، وفي الوقت نفسه تعزيز نمو القطاع العقاري كجزءٍ من الاقتصاد الوطني.
وكشف أن المعرض شهد توقيع صفقات واستثمارات تجاوزت قيمتها 237 مليار ريال (63 مليار دولار) خلال أيامه فقط، في مؤشر واضح على قوة الطلب وجاذبية السوق السعودية.
وجاءت نسخة هذا العام بضعف مساحة نسخة الإطلاق عام 2023، مسجّلة نموًّا في عدد الجهات العارضة بنسبة 24% وبزيادة بلغت 577 جهة مقارنة بالعام الماضي.
كما شهد المعرض مشاركة 42 دولة، من بينها 15 دولة تحضر لأول مرة، في حين بلغ حجم الأصول التي تديرها الجهات المشاركة نحو 6.1 تريليون دولار، بزيادة تصل إلى ستة أضعاف مقارنة بالنسخة الأولى.
وترسي هذه المؤشرات، وفق ما أظهرته نتائج المعرض، مسارًا متقدّمًا لمستقبل التطوير العقاري في المملكة، وتؤكد حضورها المتنامي كمركز عالمي لصناعة المدن والاستثمار العقاري المستدام.