في ظل التحوُّلات الكبرى التي تشهدها المملكة ضمن رؤية 2030، يبرز القطاع العقاريّ كركيزةٍ أساسيةٍ في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحسين جودة الحياة، وتُعدُّ "شركة رتال للتطوير العمراني" إحدى أبرز الشركات السعودية الرائدة التي تُسهم بشكلٍ فاعلٍ في تشكيل المشهد العمراني الحديث للمملكة، من خلال مشاريع نوعية وشراكاتٍ إستراتيجية تسعى لتلبية احتياجات السوق، وتقديم حلولٍ مبتكرة.
وفي حوارٍ خاصٍّ مع "بروبرتي ميدل إيست"، يتحدث المهندس عبد الله بن فيصل البريكان، الرئيس التنفيذي لشركة "رتال"، عن دور الشركة في تحقيق أهداف رؤية المملكة، وإستراتيجياتها الطموحة؛ لتطوير مشاريع تتماشى مع معايير الاستدامة والابتكار، ورؤيته لمستقبل السوق العقارية السعودية.
وأعرب البريكان، في حواره مع "بروبرتي ميدل إيست"، عن امتنانه للقيادة الحكيمة التي حققت النقلة العظيمة، التي تقود المملكة بطموحٍ نحو نهضةٍ عمرانيةٍ غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن الرؤية المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز "حفظهما الله"، لعبت دورًا محوريًّا في تحقيق طفرةٍ نوعيةٍ في القطاع العقاريِّ والتنمية الحضرية.
وأضاف البريكان إن القيادة الرشيدة تولي اهتمامًا بالغًا بجميع المجالات، وبالأخص قطاع الإسكان، الذي يحظى بمتابعةٍ مستمرة؛ بهدف تمكين الأسر السعودية من الحصول على المسكن المناسب.
ويأتي ذلك من خلال عددٍ من البرامج والحلول المبتكرة التي تلبِّي احتياجات المواطنين كافة، وتواكب مستهدفات رؤية السعودية 2030 وبرامجها التنفيذية؛ مما سيكون له بالغ الأثر في تحقيق هدف الوصول إلى نسبة تملُّك 70% من المواطنين السعوديين.
وأشار إلى أن الشركة تعتزم إطلاق مشاريع جديدة في مختلف مناطق المملكة خلال العام المقبل، بالتعاون مع شركاء إستراتيجيين؛ حيث سيتم توفير مشاريع سكنيةٍ متنوِّعةٍ تتناسب مع احتياجات السوق.
مشاريع بـ 14 مليار ريال
ولفت م. "البريكان" إلى أن مُشاركة "رتال" في معرض "سيتي سكيب العالمي – الرياض 2024م"، شهدت الإعلان عن إطلاق مجموعةٍ من المشاريع التي تتجاوز قيمتها 14 مليار ريال سعودي، وتشمل تطوير وحداتٍ سكنية، ومرافق متعددة الاستخدامات، لافتًا إلى أن هذه المشاريع تأتي في إطار إستراتيجية الشركة لترسيخ مكانتها في السوق.
وأكد أن الشراكات الإستراتيجية التي توقّعها شركة "رتال" مع الجهات الحكومية والخاصة تلعب دورًا محوريًّا في ضمان نجاح هذه المشاريع.
رؤية المملكة 2030 تُحفّز الابتكار
وانطلاقًا من إيمانه بأن رؤية المملكة 2030 تُشكِّل حافزًا قويًّا للابتكار في القطاع العقاري، أكد م. "البريكان" أن جميع مشاريع الشركة تعتمد على تقنياتٍ حديثة، وتصاميم تواكب تطلُّعات السكان والمستخدمين، مبينًا أن "رتال" تلتزم بتطبيق مبادئ الاستدامة البيئية والاجتماعية في جميع مراحل تنفيذ مشاريعها، من التصميم إلى البناء؛ مما يضعها في طليعة المُساهمين بتشكيل مستقبل القطاع العقاري في المملكة، وإرسائها معايير جديدة للابتكار والاستدامة.
"رتال" تتبنى الابتكار لتحقيق مشاريع ذكيَّة
وفي إطار سعيها إلى تحقيق التميُّز، أشار "البريكان" إلى أن شركة "رتال" تعتمد نهجًا مبتكرًا في تنفيذ مشاريعها، موضحًا أن "رتال" تعمل على تصميم مجتمعاتٍ سكنيةٍ متكاملةٍ تجمع بين الجمالية والكفاءة، مع توظيف أحدث التقنيات الذكية التي تُعزِّز إدارة الموارد والطاقة بشكلٍ مستدام؛ مما يُسهم في تحقيق بيئةٍ عصريةٍ وصديقةٍ للبيئة تلبّي احتياجات الحاضر والمستقبل.
تحسين جودة الحياة في المشاريع السكنية
وفيما يخصُّ دور الشركة في تعزيز المجتمعات، أوضح الرئيس التنفيذي لـ"رتال" أن تحسين جودة الحياة يُمثِّل جوهر رؤية الشركة، التي تسعى إلى تطوير مجتمعاتٍ سكنيةٍ متكاملةٍ تتميَّز ببنيةٍ تحتيةٍ مستدامة، وخدماتٍ مجتمعيةٍ شاملة.
وأضاف إن هذه المجتمعات توفّر بيئةً مثاليةً للعيش؛ حيث تضم حدائق عامة، ومساحاتٍ خضراء تخلق أجواءً هادئةً وصحية، إلى جانب مدارس ومرافق تعليمية، ووجهاتٍ تجاريةٍ وترفيهيةٍ ورياضيةٍ متنوِّعة، ومراكز صحية متطوِّرة؛ مما يعزِّز راحة السكان ويرتقي بجودة حياتهم.
وأكد "البريكان" أن "رتال" تضع احتياجات جميع الفئات السكانية في صميم تخطيط مشاريعها، من خلال تقديم خيارات سكنيةٍ متنوِّعةٍ تشمل الفلل والشقق السكنية؛ لتتيح للجميع فرصة العيش في مجتمعاتٍ متكاملةٍ تجمع بين الراحة والرفاهية.
الحفاظ على الهوية الثقافية في التصاميم العمرانية
ولا تقتصر رؤية "رتال" على بناء مجتمعاتٍ عمرانيةٍ فحسب، بل تضع على رأس أولوياتها إبراز العناصر الثقافية والتراثية السعودية في تصاميم مشاريعها، وذلك لتعزيز الهوية الوطنية، وإضفاء طابعٍ فريدٍ على المجتمعات العمرانية.
وأوضح م. البريكان أن مشاريع "رتال" تُعدُّ أمثلةً حيَّة على هذا النهج؛ حيث تلتزم الشركة بتوفير تصاميم تعكس التراث الثقافي والتقاليد المحلية في كل تفاصيل المشروع؛ مما يساهم في إثراء المشهد العمراني بأسلوبٍ مميَّزٍ ومستدام.
تعزيز التواصل المجتمعي
ولفت م. "البريكان" إلى أن الشركة تسعى إلى تشجيع التواصل المجتمعي في مشاريعها من خلال تصميم المساحات الخارجية العامة، مثل الساحات المفتوحة، والمساجد، والحدائق، مع إبراز الطابع السعودي الأصيل، وربطه بمفاهيم الاستدامة الحديثة، مؤكدًا أهمية دمج المواد المحلية واستخدام أساليب تصميمية مستوحاة من البيئة السعودية في جميع المشاريع؛ مما يساهم في خلق تجربةٍ تصميميةٍ متميِّزة.
وبيَّن أن "رتال" تسعى إلى شراكةٍ مستمرةٍ مع نخبةٍ من المصمِّمين السعوديين؛ لضمان أن تعكس مشاريع الشركة الهوية الوطنية بشكلٍ أصيل، مع تقديم تجربةٍ عمرانيةٍ توفّر أسلوبَ حياةٍ متوازنًا ومتكاملًا، وتُساهم في تشكيل إرثٍ حضريٍّ مستدامٍ يتماشى مع تطلُّعات المملكة، ويعكس ثقافتها الغنية في كل مشاريع الشركة.
التحوُّل الرقمي في مشاريع "رتال"
وفيما يخصُّ جهود الشركة لتطوير أعمالها، ومواكبة التحوُّلات الرقمية المُتسارعة، أكد م. "البريكان" أن التحوُّل الرقمي أصبح عنصرًا أساسيًّا في إدارة المشاريع بشكلٍ فعَّال، وأضاف قائلًا: "نعتمد بشكلٍ متزايدٍ على التقنيات الحديثة؛ لتحسين تجربة العملاء؛ حيث نقوم بتطوير منصَّاتٍ رقميةٍ مبتكرةٍ مثل (تطبيق رتال)، الذي يسهّل عمليات الشراء، ويقدِّم خدمات ما بعد البيع بشكلٍ مرنٍ وفعَّال".
الفرص الواعدة في السوق العقارية السعودية
وفي ختام حديثه، أعرب المهندس عبد الله البريكان عن تفاؤله بقوة السوق العقارية السعودية، مشيرًا إلى أن القطاع يتمتع بمرونةٍ عالية؛ مما يعكس الثقة المستمرة من المستثمرين والمطوِّرين.
