
تحتضن منطقة عسير أكثر من 1.6 مليون نسمة، موزعين على نحو 320 ألف مسكن بمزيج متنوّع من الأنماط السكنية. وتُشكّل الشقق السكنية النسبة الأكبر من المعروض، تليها الفلل ثم المنازل الشعبية، في مشهد يعكس تنوُّع الطلب ووجود خياراتٍ سكنيةٍ تغطي مختلف الشرائح الاجتماعية والاقتصادية.
وانطلاقًا من هذا التنوّع، تبرز الحاجة إلى تطوير مزيدٍ من الوحدات السكنية، خصوصًا في المدن الرئيسية، بما يتواكب مع النمو السكاني والطلب المستقبلي. حيث يُعدُّ هذا التنوع عامل جذب مهمًّا للمطورين العقاريين الراغبين في تقديم منتجات تتماشى مع طبيعة السوق المحلية ومتطلباتها المتغيرة.
جدول عدد المساكن في عسير
أعمار المباني السكنية
تتوزع أعمار المساكن في عسير بشكلٍ متوازنٍ نسبيًّا، حيث إن أكثر من نصف المساكن شُيِّدت خلال العشرين عامًا الماضية، وهو مؤشر إيجابي على نشاط البناء والتوسع العمراني المستمر. ومع ذلك، فإن نسبة تقارب 17% من المساكن تعود لأكثر من 30 عامًا، وهو ما يفتح بابًا واسعًا أمام فرص التجديد الحضري وإعادة تأهيل الأحياء السكنية القديمة. وتكمن أهمية هذه المؤشرات في أنها تقدم خارطة واضحة للمطورين العقاريين حول الفجوات العمرانية في السوق، وتشجعهم على الاستثمار في مشاريع الصيانة، الترميم، أو إعادة الإعمار.
جدول أعمار المباني السكنية في عسير
مساحات العقارات السكنية
تشير البيانات إلى أن غالبية المساكن في عسير تقع ضمن فئة المساحات المتوسطة، وتحديدًا بين 150 إلى 300 متر مربع، ما يعكس تفضيلات الأسر السعودية التي تبحث عن توازن بين السعر والمساحة المناسبة. وتشكل هذه الفئة نحو 58% من إجمالي العقارات، بينما تبقى الوحدات الصغيرة أو الكبيرة أقل حضورًا في السوق. وهذا التوجه يُعد دليلًا مهمًا للمستثمرين لتصميم مشاريع تتناسب مع المساحة الأكثر طلبًا، سواء على مستوى البيع أو الإيجار، مع مراعاة الكثافة السكانية ومتطلبات الأسرة السعودية من حيث الخصوصية وعدد الغرف.
جدول مساحات العقارات السكنية في عسير
سوق الإيجار في عسير
في قطاع الإيجار، تُظهر البيانات أن معظم المستأجرين في منطقة عسير يدفعون إيجارات سنوية تتراوح بين 10,000 و20,000 ريال، ما يوضح أن شريحة كبيرة من السكان تعتمد على السكن المؤجر ضمن حدود دخل متوسطة. بينما لا تتجاوز نسبة المستأجرين الذين يدفعون أكثر من 30,000 ريال سنويًّا حاجز 3% من الإجمالي. هذا التوزيع يشير إلى وجود سوق كبيرة للسكن الاقتصادي والمتوسط، ما يستدعي من المطورين العقاريين تصميم مشاريع بإيجارات مناسبة، مع مراعاة الجودة والمعايير الحديثة، خصوصًا في ظل تزايد الطلب على المساكن المؤجرة في المدن النامية.
جدول العقارات المستأجرة في عسير
مبيعات العقارات
سجّلت السوق العقارية في عسير أكثر من 10,500 صفقة خلال عام 2024 وحتى الربع الأول من 2025، بقيمة مبيعات تجاوزت 5.2 مليار ريال. ولوحظ ارتفاع في وتيرة الصفقات خلال النصف الثاني من 2024، لا سيما في الربع الثالث الذي شهد أعلى حجم مبيعات سنوي.
ويؤكد هذا الزخم على وجود طلب فعلي ونشط على العقارات، سواء لأغراض السكن أو الاستثمار. كما تشير الأرقام إلى استقرار السوق وثقة المستثمرين، ما يفتح المجال أمام تنمية مناطق جديدة، وتوسيع المخططات العمرانية بدعم من الجهات الحكومية.
جدول مبيعات العقارات في عسير
فرص استثمارية
تعكس المؤشرات السكانية في عسير فرصًا استثمارية واعدة، أبرزها مشاريع الإسكان المتوسط والاقتصادي، وكذلك مشاريع الترميم وإعادة تأهيل الأحياء القديمة. وتعد الفئة السكانية المتوسطة، التي تمثل الشريحة الأكبر من السكان، سوقًا واعدة للمطورين، بشرط توفير مساكن بأسعار معقولة وجودة مناسبة. كما يمكن للمستثمرين الاستفادة من برامج التمويل العقاري الحكومية، والدخول في شراكات مع القطاع العام لتقديم مشاريع ميسّرة ومدعومة. ويُوصى بالتركيز على المساحات المتوسطة، وخيارات الإيجار طويلة الأجل، لتلبية الاحتياج الفعلي المتزايد في مدن المنطقة.
وتكشف المؤشرات العقارية والسكنية في عسير عن سوق متوازنة نسبيًّا، تشهد نموًّا مطردًا في البناء والتملك، مدعومًا بقاعدة سكانية متنامية. تنوع أنماط السكن، واستقرار سوق الإيجار، والنشاط الملحوظ في مبيعات العقارات، كلها عوامل تعزز جاذبية المنطقة كمجال للاستثمار المستقبلي.
ومع استمرار برامج التطوير والدعم الحكومي، فإن منطقة عسير تقف أمام فرصة تاريخية لإعادة رسم خريطتها العمرانية، بما يحقق طموحات رؤية المملكة 2030 في تنمية المناطق وتوفير سكن ملائم وآمن لجميع المواطنين.