من المتوقع أن يكون لافتتاح قطار الرياض تأثير هائل على بيع وتأجير وتطوير العقارات، والتمويلات العقارية، وجاذبية العقارات للاستثمارات الإقليمية والعالمية، وارتفاع عدد الصناديق العقارية إلى جانب ارتفاع قيمة العقارات في منطقة الرياض.
ودائمًا ما تستحوذ منطقة الرياض على أكثر من 50% من قيمة الصفقات العقارية في المملكة العربية السعودية، بسبب الإعلان عن مشاريع البنى التحتية التي تعطي مؤشرات إيجابية على نجاح الاستثمار العقاري، ومنها مشروع قطار الرياض الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، يوم 27 نوفمبر 2024.
تحفيز المستثمرين على شراء الأراضي وتطويرها
وسيساهم قطار الرياض في تحفيز المستثمرين على شراء المزيد من الأراضي وتطويرها خصوصًا في المناطق التي تمر بها خطوط القطارات، وذلك نتيجة تعزيز جودة الحياة وارتفاع الطلب على العقارات السكنية، وهو ما يشجع على تنفيذ مشاريع عقارية جديدة في المناطق التي يخدمها قطار الرياض.
كما أن المواطنين سيفضلون شراء المساكن من فلل وشقق في المناطق التي تتحسن فيها وسائل التنقل، وسهولة الوصول إلى الأماكن الحيوية، حيث سيكون قطار الرياض عاملًا مهمًّا في المعطيات التي سيبني عليها المواطن قرار شراء السكن لأسرته.
زيادة الطلب على العقارات التجارية
وسيساهم قطار الرياض بشكل كبير في دفع المستثمرين إلى شراء وتطوير المزيد من العقارات التجارية، حيث إن تحسن جودة الحياة مع افتتاح القطار، سيعزز من عدد السكان في الرياض البالغ نحو 9 ملايين نسمة، الذين يشكِّلون سوقّا مهمة ومغرية لأصحاب رؤوس الأموال لإطلاق مشاريع عقارات تجارية وتحقيق عوائد مجزية.
ويعتبر اختيار الموقع لإطلاق مشروع تجاري من أهم العوامل المؤثرة لاتخاذ قرار شراء أو استئجار المكان، ويفضل أصحاب الأعمال الأماكن الحيوية سهلة التنقل بالنسبة لعملائها، وقطار الرياض يزيد من حركة التنقل والتجارة، وبالتالي زيادة الطلب على العقارات التجارية.
انتعاش سوق الإيجارات السكنية والتجارية
وسيعزز قطار الرياض قطاع تأجير العقارات التجارية والسكنية، حيث يؤثر تحسين شبكة النقل العام على خلق بيئة أكثر جذبًا للسكن وللاستثمارات التجارية، وتوسيع نطاق الأعمال.
وسيرتفع الطلب على استئجار المحلات والمكاتب مع افتتاح قطار الرياض، وتدفق حركة التنقل من مختلف أنحاء المدينة إلى محطات القطار، حيث ستصبح المناطق القريبة من المحطات أكثر جذبًا للمستثمرين وأصحاب الأعمال، نظرًا لتسهيل الوصول إليها من قبل العملاء والموظفين، وهو ما يشجع العديد من الشركات والمحلات على افتتاح فروع جديدة في تلك المناطق.
ومع ارتفاع الطلب على المساحات التجارية في المناطق الرئيسية التي يخدمها قطار الرياض، سيزداد التنافس بين التجار والمستثمرين على المواقع الأفضل، وقد يتطلب الأمر تكاليف أعلى لتأجير المحلات في هذه المناطق، وهو ما قد يضغط على بعض الأعمال الصغيرة أو الجديدة.
كما سيرتفع الطلب على استئجار العقارات السكنية خصوصًا من قبل المقيمين، الذين يفضلون السكن في الأماكن سهلة الوصول إلى مقار عملهم، وتجنب الازدحام، ويوجد في الرياض أكثر من 4 ملايين مقيم، سيفضلون الانتقال إلى مواقع تتمتع بسهولة الوصول إليها عبر شبكة القطار.
ومع تحسين النقل، سيجد العديد من الأفراد أن الانتقال إلى مناطق قريبة من محطات القطار يوفر لهم حياة أكثر راحة وسهولة، وهذا سيعزز من رغبتهم في السكن في هذه المناطق.
ارتفاع القروض العقارية
وفي ظل التوقعات بزيادة الطلب على العقارات السكنية والتجارية، ستقوم البنوك بتقديم المزيد من القروض العقارية للأفراد الراغبين في شراء منازل أو شقق في هذه المناطق الحيوية التي أصبحت أكثر جذبًا نظرًا لتحسين النقل مع افتتاح قطار الرياض.
كما يحتاج المطورون العقاريون الذين يخططون لبناء مشاريع سكنية أو تجارية في المناطق التي يخدمها قطار الرياض، إلى تمويلات كبيرة لتغطية تكاليف البناء والتطوير.
ومن المتوقع أن تتحسن الشروط التمويلية مع افتتاح قطار الرياض، لحدوث انخفاض في مخاطر التمويل نظرًا للزيادة المتوقعة في قيمة العقارات في المناطق القريبة من محطات القطار، وهذا قد يؤدي إلى تحسين شروط التمويل المقدمة، مثل زيادة فترات السداد، وذلك في إطار تنافس البنوك لجذب المزيد من العملاء سواء كانوا مستثمرين أو مشترين.
ومع زيادة قيمة العقارات في المناطق المحيطة بمحطات القطار، سيتم تحسين وضع الضمانات التي تقدمها البنوك، حيث إن البنوك تضع قيمة العقار كضمان رئيسي للقروض العقارية، مما يقلل من المخاطر وزيادة التمويلات، حيث ستكون القروض العقارية أكثر أمانًا بالنسبة للبنك نظرًا للتحسن المتوقع في أسعار العقارات.
جذب الاستثمارات الأجنبية
وسيعزز افتتاح قطار الرياض من جاذبية السوق العقارية في الرياض بالنسبة للاستثمارات الأجنبية، خاصة في قطاع العقارات التجارية والسكنية، ويسهم في خلق بيئة استثمارية متميزة عبر تحسين وسائل النقل، وزيادة الطلب على العقارات في المناطق الحيوية، وجذب الشركات الأجنبية للاستثمار في مشروعات التطوير العقاري، ما ينعكس إيجابًا على حجم الاستثمارات في القطاع العقاري السعودي بشكل عام.
وستجد الشركات الأجنبية في منطقة الرياض بيئة مليئة بالفرص الاستثمارية بفضل شبكة النقل العام المتطورة، ومن المتوقع أن تشهد الرياض استثمارات أجنبية كبيرة في شراء وتأجير المساحات التجارية والمكتبية بالقرب من محطات القطار، حيث إن المستثمرين الأجانب غالبًا ما يتوجهون إلى الأسواق التي تشهد نموًا وتوسعًا مستمرًّا، وهو ما يجعل الرياض وجهة جذابة لهم.