
أفاد تقرير حديث نشرته وكالة "بلومبرغ" أن القطاع العقاري في دبي يمر حاليًّا بأفضل حالاته في ظل التحوُّلات الاقتصادية العالمية، مسجِّلًا مبيعات قياسية لم تشهدها المدينة من قبل.
ووفقًا للتقرير، فإن التقلبات الاقتصادية الناتجة عن الحرب التجارية العالمية قد لعبت دورًا كبيرًا في تعزيز حركة سوق العقارات في دبي؛ حيث ساهمت السياسات الاقتصادية التي تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تراجع قيمة الدولار الأمريكي إلى أسوأ مستوى لها منذ عام 1973، وفق ما نقلته صحيفة "البيان".
ومع ارتباط الدرهم الإماراتي بالدولار، أسهم هذا التراجع في منح المشترين الأجانب، خاصةً من أوروبا، قوةً شرائيةً أعلى.
من جانبه، أوضح تيمور خان، رئيس قسم الأبحاث في "جونز لانغ لاسال" لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، أن تراجع قيمة الدولار يُعدُّ المحرك الرئيس لزيادة الطلب في السوق العقارية بدبي؛ حيث يمكن للمشترين الأجانب الحصول على "خصوماتٍ هائلة"؛ مما يمنحهم فرصًا لزيادة العوائد عند بيع العقارات في المستقبل حال تعافي الدولار.
وبحسب بيانات "جونز لانغ لاسال"، ارتفعت أسعار المنازل في دبي بنسبة 70% منذ نهاية عام 2019، بينما سجلت المدينة 51 ألف صفقة بيع عقاريّ سكنيّ خلال الربع الثاني من العام الجاري، محققةً رقمًا قياسيًّا جديدًا في تاريخ السوق العقارية.
وبلغت القيمة الإجمالية للصفقات حتى نهاية يونيو الماضي نحو 73 مليار دولار (268 مليار درهم)، بزيادة قدرها 41% مقارنةً بنفس الفترة من عام 2024.
وأشار التقرير إلى أن طفرة القطاع العقاري في دبي بدأت مع نهاية عام 2020؛ حيث جذبت الإمارات العديد من المشترين الأجانب بفضل سرعة استجابتها لجائحة "كوفيد-19"، مع تقديم حوافز متعددة مثل التأشيرات والسياحة المفتوحة؛ ما دفع أثرياء من روسيا، والمليونيرات من عالم العملات المشفرة، إلى التدفق لدبي بحثًا عن منازل ثانية.
في هذا السياق، أضاف التقرير أن شركات التطوير العقاري في دبي أصبحت تنظم معارض تسويقية في مدن مثل لندن وباريس؛ بهدف جذب الأثرياء الأوروبيين الذين يبحثون عن فرص لشراء عقارات ثانية في الإمارة.
وقال مايكل بيلتون، الرئيس التنفيذي لشركة "ميريد"، التي تعمل على تشييد برج سكني مكوّن من 66 طابقًا ويضم 310 وحدات، إن دبي توفّر بيئةً مثاليةً للسكن؛ حيث تتمتع بالبنية التحتية المتطورة والمرافق الحديثة.
وأوضح ويل ماكنتوش، الشريك الإقليمي في شركة "نايت فرانك" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن السوق العقارية في دبي تشهد تحولًا كبيرًا، حيث بات يهيمن عليها المشترون الجادون الذين يفضلون الاستقرار في المدينة.
وأضاف إن أقل من 5% من المشترين الحاليين يعيدون بيع عقاراتهم خلال أقل من عام من شرائها، مقارنةً بـ 25% في عام 2008.
من جهته، يأمل قادة القطاع العقاري أن تستمر هذه الاتجاهات الإيجابية، مع تطلعهم إلى أن يختار مزيد من المستثمرين والمشترين دبي كمقر دائم لهم، بل حتى كمقصد للتقاعد.