تواصل دبي تعزيز مكانتها كواحدةٍ من أبرز الوجهات العالمية للاستثمار في قطاع بيوت العطلات، مدفوعةً بأداء قويّ ومتنامٍ لسوق التأجير قصير المدى، فقد ارتفع عدد الوحدات النشطة في الإمارة إلى أكثر من 26.5 ألف وحدة؛ ما جعلها تحتل المرتبة التاسعة عالميًّا والأولى إقليميًّا من حيث حجم المعروض، بحسب بيانات منصة Airbnb.
وأظهرت الإحصاءات أن دبي تضم نحو 26.55 ألف وحدة نشطة سجلت معدل إشغال بلغ 70% خلال الفترة من يونيو 2024 إلى مايو 2025، بمتوسط سعر يوميّ يُقدَّر بـ609 دراهم، وجاءت الرياض في المركز الثاني إقليميًّاً بنحو 10,083 وحدة، إلا أن معدل الإشغال فيها لم يتجاوز 39% بمتوسط سعر يوميّ يبلغ 341 درهمًا، وفق صحيفة "البيان".
أما مدينة مراكش المغربية، فحققت إشغالًا نسبته 65% ومتوسط سعر يومي 308 دراهم، فيما لم تتجاوز معدلات إشغال القاهرة 50% مع سوق تضم نحو 5,294 وحدة نشطة.
وتعكس هذه الأرقام قدرة دبي على تحقيق توازنٍ فريدٍ بين صرامة التشريعات المنظمة وتنوُّع بنيتها التحتية السياحية؛ ما يجعلها الوجهة الأكثر جاذبية للمستثمرين والمستأجرين الدوليين في المنطقة.
ووفقًا لبيانات منصة Airbnb، فإن العائد الشهري للاستثمار في وحدة مخصصة للتأجير القصير المدى غالبًا ما يفوق ضعفَي العائد من الإيجار التقليدي طويل الأجل؛ مما يزيد جاذبية هذا القطاع للمستثمرين الباحثين عن عوائد مرتفعة وتدفقات نقدية مستقرة.
وتتميّز سوق بيوت العطلات في دبي بتنوع قاعدة الزوار؛ إذ تُظهر البيانات أن 88.5% من النزلاء هم من السياح الدوليين، يتصدَّرهم القادمون من الولايات المتحدة. كما تشهد السوق نمط إشغال موسمي واضح؛ حيث تبلغ ذروة الطلب في شهرَي فبراير وأبريل تزامنًا مع اعتدال الطقس وكثرة الفعاليات الثقافية والسياحية الكبرى.
ورغم الإطار التنظيمي الصارم الذي تفرضه دبي على نشاط التأجير قصير المدى، والذي يضمن حقوق المالك والمستأجر عبر التسجيل الرسمي لدى الجهات المختصة، فإن السوق تواصل تحقيق عوائد مجزية تتفاوت بحسب المنطقة.
فقد سجلت منطقة الثنية الرابعة أعلى الإيرادات السنوية بمتوسط 330,523 درهمًا مع معدل إشغال بلغ 71% وسعر يومي قدره 1,266 درهمًا، بينما حققت إحدى المناطق المجاورة إيرادات سنوية بلغت 282,211 درهمًا مع إشغال 74% وسعر يومي 1,034 درهمًا، فيما سجلت منطقة الوصل متوسط إيراد سنوي 244,260 درهمًا بمعدل إشغال 67% وسعر يومي 990 درهمًا.
وتؤكد هذه المؤشرات على تنوُّع الخيارات الاستثمارية في السوق، سواء في المناطق الفاخرة مثل نخلة جميرا التي تحقق عوائد مرتفعة، أو في المناطق المتوسطة مثل الوصل التي تتميز بمرونة الأسعار؛ مما يعزز عمق السوق وتنوعها.
وأكدت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي أن سوق بيوت العطلات في الإمارة تواصل تحقيق نمو مستدام مدعومًا بالطفرة السياحية، واستضافة دبي فعاليات عالمية كبرى، إضافة إلى بنية تحتية فندقية وسياحية متطورة تدعم مكانتها كإحدى أبرز العواصم العالمية للسفر والسياحة.
وشددت الدائرة على أن دورها يتمثل في تطوير المنظومة السياحية ومتابعة الأداء لتحقيق أهداف أجندة دبي الاقتصادية (D33)، بما يضمن استدامة النمو وتعزيز تنافسية الإمارة على الساحة العالمية.
