كشفت سوق العقارات السكنية في السعودية عن بوادر نضجٍ متزايدٍ مع تسجيل العديد من المراكز الحضرية زياداتٍ كبيرةً في أسعار الإيجارات، وتفاوتًا في نشاط المعاملات، وذلك وفقًا لتقرير "ديناميكيات سوق المعيشة في المملكة للربع الثاني 2025" الصادر عن شركة "جيه إل إل".
وأكد المدير الإقليمي ورئيس أسواق المال في "جيه إل إل" السعودية، سعود السليماني أن سوق العقارات السكنية في السعودية تشهد نضجًا ملحوظًا يعكس بيئةً ديناميكيةً مدفوعةً بأهداف المملكة لتلبية احتياجات المستخدمين النهائيين في إطار رؤية السعودية 2030.
وأفاد قائلًا: رغم أن المبادرات الحكومية ساهمت في توليد طلبٍ قويّ، إلا أن القطاع ما زال مهيَّأً لمزيدٍ من التطوُّر والتنويع؛ خاصةً مع اقتراب تطبيق قانون تملُّك الأجانب في يناير 2026، والذي نتوقَّع أن يُسهم في تنشيط القطاع، وجذب المطوّرين والمستثمرين الدوليين، بما يفتح آفاقًا واسعةً أمام جميع الأطراف المعنية.
زخمٌ إيجابيّ
وتواصل سوق العقارات السكنية في الرياض إظهار زخمٍ إيجابيّ، بما يدل على ارتفاعٍ ملحوظٍ بنسبة 15.1% في أسعار الفلل، وزيادة بنسبة 13.3% في أسعار الشقق في الربع الثاني من عام 2025. وارتفعت أسعار إيجار الفلل في العاصمة بنسبة %13.9 سنويًّا، بينما ارتفعت إيجارات الشقق بنسبة 6.9%.
تُظهر سوق العقارات السكنية بالرياض زخمًا إيجابيًّا يدل على ارتفاعٍ بنسبة 13.3% في أسعار الشقق
وأبانت سوق جدة أداءً متباينًا، فرغم ارتفاع أسعار الفلل بنسبةٍ متواضعةٍ بلغت 4.4% سنويًّا، شهدت أسعار الشقق انخفاضًا طفيفًا بنسبة 3% خلال الفترة نفسها، أما في سوق الإيجارات، فقد ارتفعت إيجارات الشقق في جدة بنسبة 2.4% سنويًّا، بينما انخفضت إيجارات الفلل بنسبة 2.8%.
وبيَّن تقرير "جيه إل إل" رؤىً حول المشهد المتميِّز لسوق العقارات السكنية في حاضرة الدمام، التي تشمل الدمام والخُبَر والجبيل؛ نظرًا لواجهتها المائية، وطقسها المعتدل، تُعدُّ حاضرة الدمام وجهةً معروفةً للمنازل المُطِلة على الواجهة المائية بين سكان المملكة، أما مدينة الخُبَر، المعروفة بمجمّعاتها السكنية وفللها عالية الجودة، فقد شهدت ارتفاعًا في أسعار الشقق بنسبة 5.8%، وأسعار الفلل بنسبة 2.2% سنويًّا. وفي الدمام، التي تضم عددًا أكبر من الشقق، ظلت أسعار الشقق مستقرةً نسبيًّا، بينما سجّلت أسعار الفلل زيادة طفيفة بنسبة 1.8% سنويًّا.
يُشار إلى أن المناطق الحضرية الرئيسية في المملكة أظهرت تباينًا في ديناميكيات المعاملات، وفقًا لتقرير "جيه إل إل"، فقد سجلت جدة والخُبَر زيادةً في معاملات البيع؛ مما يؤكد قوة نشاط السوق في هاتَين المنطقتَين، بينما شهدت الرياض والدمام انخفاضات طفيفة.
المدن الكبرى
انخفض إجمالي معاملات البيع بنسبة 1.5% في العاصمة الرياض، خلال العام حتى الربع الثاني من عام 2025. ومن بين 2,758 معاملة مسجلة، شكَّلت الشقق الأغلبية 81.3%. وبرزت النرجس كأكثر المناطق رواجًا لمعاملات الشقق 21.9%، بينما تصدَّرت الياسمين قائمة معاملات الفلل 21.9%.
كما ارتفع حجم المعاملات السكنية في جدة ارتفاعًا ملحوظًا بنحو 46.1% على أساسٍ سنويٍّ حتى الربع الثاني من عام 2025؛ ليصل إلى 1,100 معاملة، وكانت المروة المنطقة المفضلة لمعاملات الشقق 26.1%، والروضة لمعاملات الفلل 17%، وشهدت الخُبَر زيادةً ملحوظةً بنسبة 23.7% في معاملات البيع، بينما انخفض إجمالي معاملات البيع في الدمام بنسبة 6.7% على أساسٍ سنويٍّ حتى الربع الثاني من عام 2025، وشكَّلت الشقق غالبية هذه المعاملات في المدينتَين.
المخزون السكني
وفيما يتعلق بالمعروض، فقد ارتفع إجمالي مخزون الوحدات السكنية في الرياض إلى 2.17 مليون وحدة خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025، بعد تسليم 5,600 وحدة، ومن المتوقع دخول 18,900 وحدة جديدة إلى السوق بحلول نهاية العام، أما جدة، فقد ارتفع إجمالي مخزونها إلى 1.23 مليون وحدة، وستضيف 8,640 وحدة خلال الأشهر المتبقية من عام 2025، ومن المتوقع أن يتوسَّع المعروض من الوحدات السكنية في المستقبل في الرياض وجدة باتجاه الشمال في إطار مسارات نمو المدينتَين، مع ظهور جزءٍ كبيرٍ من مخزون المساكن الجديدة في المجمّعات السكنية ذات التخطيط العمراني.
يُذكر أنه في الرياض، تُشجع زيادة الإقبال على الشقق كنوعٍ مفضّل من الوحدات السكنية المطوّرين على طرح المزيد من عروض الشقق المُجهَّزة بالمرافق ووسائل الراحة، مثل الصالات الرياضية ومواقف كافية للسيارات، ويتركّز المخزون السكني الحالي في حاضرة الدمام بشكلٍ رئيسيٍّ بالقرب من الساحل في الخُبَر والدمام، بينما ينتقل المعروض مستقبلًا إلى المناطق الداخلية نحو الأجزاء الجنوبية من الحاضرة.