
كشفت "نايت فرانك مصر"، الشركة الرائدة عالميًّا في مجال الاستشارات العقارية، عن نتائج تقريرها السنوي الجديد بعنوان "الوجهة: مصر 2025"، والذي تمَّ إطلاقه خلال مؤتمر صحفي عُقِد في القاهرة، بحضور نخبةٍ من كبار خبراء القطاع العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأكد التقرير على صعود مصر السريع لتصبح إحدى أكثر أسواق العقارات ديناميكيةً في المنطقة، مدعومةً بتدفقات رؤوس الأموال الخاصة العالمية التي تستهدف ضخ نحو 1.4 مليار دولار أمريكي في السوق السكنية المصرية، خلال الفترة المقبلة، حسب ما أوردته "التعمير" المصرية.
وهذا التدفق الاستثماري يُعزِّز مكانة مصر كثالث أكبر سوق للإنشاءات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، مع امتلاك البلاد بالفعل عقود إنشاءات بقيمة 120 مليار دولار أمريكي، ومشروعات مستقبلية قيد التخطيط بقيمة 565.5 مليار دولار أمريكي.
استثمار خليجي يقود المشهد
وأوضح فيصل دوراني، الشريك ورئيس قسم الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن مصر تواصل ترسيخ مكانتها كقوةٍ إقليميةٍ في مجال التطوير العقاري، قائلًا: "منذ إصدار تقرير الوجهة مصر 2023، شهدنا تسارعًا لافتًا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر؛ لا سيما من صناديق الثروة السيادية الخليجية؛ مما ساهم في بروز واحدة من أكثر أسواق العقارات إثارة للاهتمام في المنطقة".
وأشار إلى أن التمويل الضخم المقدَّم من صندوق أبوظبي للتنمية (ADQ) بقيمة 35 مليار دولار لتطوير مدينةٍ عملاقةٍ على الساحل الشمالي بمساحة 170 مليون متر مربع، إلى جانب نجاح مصر في استقبال 15.8 مليون سائح في عام 2024، وافتتاح المتحف المصري الكبير في نوفمبر المقبل، جميعها مؤشرات على أجندةٍ تنمويةٍ طموحةٍ تقود البلاد نحو مستقبلٍ اقتصاديٍّ واعد.
نموٌّ عقاريٌّ متسارع
وتوقَّع التقرير تسليم 30,830 وحدة سكنية جديدة في القاهرة الكبرى بنهاية عام 2025، مقارنةً بـ 24,000 وحدة في 2024، أي بنسبة نمو تبلغ 29%، مدعومة بارتفاع الطلب المحلي والخارجي، إضافة إلى برامج تمويل جاذبة.
وأفصحت زينب عادل، الشريكة ورئيسة مكتب مصر، أن منطقة الشيخ زايد سجَّلت ارتفاعًا في أسعار العقارات بنسبة 24.7% منذ يناير 2024؛ لتصل إلى 1,964 دولارًا أمريكيًّا/ للمتر المربع. كما أكدت أن هناك 104 مشروعات سكنية قيد التطوير والمقرَّر تسليمها بين عامَي 2028 و2029، مقارنةً بـ 8 مشاريع فقط من المتوقع تسليمها سنويًّا بين عامَي 2026 و2027، ما يُنبئ بوجود ضغوطٍ على المعروض قد ترفع الأسعار على المدى المتوسط.
توجُّه للسوق المصرية
من جهةٍ أخرى، أظهر الاستطلاع الذي أُجري بالتعاون مع شركة "يوغوف"، وشمل 264 فردًا من ذوي الثروات العالية في السعودية والإمارات وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة (بمتوسط ثروة 9.7 مليون دولار للفرد)، أن هناك توجُّهًا قويًّا نحو السوق العقارية المصرية.
وأفاد التقرير أن الأفراد ذوي الثروات العالية يفضلون منازل فاخرة بأسعار متفاوتة؛ حيث يرغب 23.7% في شراء عقار بأقل من مليون دولار، فيما يُخطّط 18.6% لإنفاق ما بين 30 و50 مليون دولار أمريكي.
زخمٌ متزايد
يُشار إلى أن سوق المكاتب الإدارية في القاهرة تشهد زخمًا متزايدًا؛ حيث تضاعف الطلب من دول الخليج ليوازي الطلب على العقارات السكنية.
وبيَّنت زينب عادل أن مصر أصبحت وجهة جذابة للشركات متعددة الجنسيات، قائلة: "تكاليف التشغيل المنخفضة في مصر – أقل بنسبة 50-60٪ من أوروبا وأمريكا الشمالية – جعلت البلاد واحدة من أسرع مراكز التعهيد نموًّا في المنطقة. ونحن نشهد إعادة تشكيل كامل لسوق الوحدات التجارية نتيجة لهذا التوسع".
جدير بالذِّكر أن "نايت فرانك LLP" هي شركة استشارات عقارية عالمية مستقلة، مقرها الرئيسي في لندن، وتُدير شبكة تضم أكثر من 740 مكتبًا في أكثر من 50 دولة، ويعمل بها 27,000 موظف، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولدى "نايت فرانك" تواجدٌ إستراتيجيّ في الإمارات، السعودية، البحرين، قطر، ومصر؛ حيث تقدِّم خدمات متكاملة تشمل الاستشارات، وإدارة المشاريع، والتقييم، وخدمات المعاملات.