
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أمس، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مراسم توقيع عقد شراكة إستراتيجية لإطلاق مشروع مدينة "جريان" بمحور الشيخ زايد، في خطوةٍ تعكس توجُّه الدولة نحو تعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية وتحقيق تنميةٍ عمرانيةٍ مستدامة.
ويأتي المشروع بتعاونٍ بين جهاز "مستقبل مصر للتنمية المستدامة" وعددٍ من كبرى الشركات الرائدة في مجال التطوير العقاري، وهي "نيشنز أوف سكاي"، و"بالم هيلز"، و"ماونتن فيو".
ووقَّع الاتفاق كلٌّ من المهندس تامر نبيل، نائب رئيس مجلس إدارة "نيشنز أوف سكاي"، وياسين منصور، رئيس مجلس إدارة "بالم هيلز"، والمهندس عمرو سليمان، رئيس مجلس إدارة "ماونتن فيو"، بحضور اللواء أمير سيد أحمد، مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، والعقيد د. بهاء الغنام، المدير التنفيذي للجهاز.
وأعرب مدبولي، خلال كلمته، عن تقديره للمشروع، واصفًا إياه بأنه نموذج متقدم في مجال المدن الذكية والصديقة للبيئة، وخطوة حيوية في دعم خُطط التنمية المستدامة التي تتبناها الدولة.
وكشف ياسين منصور عن تفاصيل مشروع "بالم هيلز جريان"، الذي سيُقام على مساحة 361 فدانًا، ويتميّز بواجهةٍ نيليةٍ تمتد لأكثر من 9 كيلو مترات، تضمن إطلالةً مباشرةً على النيل لكافة الوحدات.
وأوضح أن المشروع سيوفر ما يقرب من 100 ألف فرصة عمل سنويًّا، وسيتبنى مفاهيم الاقتصاد الدائري والبنية التحتية الذكية.
من جانبه، استعرض المهندس عمرو سليمان الأبعاد الثلاثة التي يرتكز عليها المشروع، مشيرًا إلى أن "جريان" يشكّل بوابةً عمرانيةً ضمن خطة الدولة لزراعة 2.5 مليون فدان، ويعتمد في الري على تفريعة من نهر النيل تمتد من فرع رشيد.
وأضاف إن البُعد العقاري سيساهم في تصدير العقار المصري، فيما يُعزز البُعد السياحي من الليالي السياحية، خصوصًا مع قرب المدينة من المطار والمتحف المصري الكبير، لافتًا إلى أن كورنيش المدينة سيفوق كورنيش الإسكندرية من حيث الحجم والمرافق.
وأشار المهندس تامر نبيل إلى أن "جريان" تُمثل مدينة متكاملة تهدف إلى تلبية تطلعات الأجيال القادمة، عبر رؤية تصميمية فريدة تشمل تنفيذ تفريعة جديدة من نهر النيل تصل إلى قلب محور الشيخ زايد.
وتُعد مدينة "جريان" أول مدينة خضراء في المنطقة، بمساحة إجمالية تقارب 6.8 مليون متر مربع، وتضم أكثر من 20 ألف وحدة سكنية، ومرافق إدارية وتجارية وخدمية على مساحة مليون متر مربع. كما تُخصص نحو 20% من مساحتها للمسطحات المائية و30% للمساحات الخضراء، بما يخلق نموذجًا متكاملًا للحياة العصرية المستدامة.