
دشَّن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، المخطط العام الجديد لمطار الملك فهد الدولي، إلى جانب الهوية المؤسسية المحدثة، والمخطّطين العامين لمطاري الأحساء والقيصومة.
ويأتي ذلك ضمن حزمة مشاريع تطويرية كبرى تنفذها شركة مطارات الدمام، بقيمة تتجاوز 1.6 مليار ريال سعودي، تشمل تنفيذ 77 مشروعًا نوعيًا لتحديث البنية التحتية، وتوسعة الطاقة الاستيعابية، وتحسين تجربة المسافرين، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 لقطاع النقل الجوي.
لكن التأثير الحقيقي لهذا المشروع يتجاوز حدود المطار؛ ليصل إلى قلب القطاع العقاري؛ حيث يُتوقع أن يُسهم تطوير المطار في تحريك السوق العقارية في الدمام والمناطق المحيطة بها على أكثر من مستوى.
جاذبية العقارات في محيط المطار ترتفع تدريجيًّا
من المتوقع أن تشهد العقارات الواقعة في محيط المطار، خاصةً على امتداد طريق المطار، ارتفاعًا في الطلب، مدفوعًا بتحسين البنية التحتية، وتوسيع سعة الرحلات والربط الجوي.
وكلما تحسَّنت خدمات النقل وازدادت حركة المسافرين، أصبحت هذه المناطق أكثر جاذبية للسكن والاستثمار، خصوصًا لأولئك الذين يبحثون عن سهولة الوصول إلى المطار أو يعملون ضمن القطاع اللوجستي والطيران.
دفعة قوية للاستثمار العقاري
الفرص العقارية الجديدة لا تقتصر على الأفراد فقط، بل تمتد إلى المطوّرين العقاريين الذين ينظرون إلى محيط المطار كموقعٍ مثاليّ لإنشاء:
مشاريع السكن المؤسسي والفندقي.
مراكز الأعمال والخدمات اللوجستية.
مستودعات وشركات شحن تعتمد على قرب المطار كموقع إستراتيجي.
وبالتالي، فإن إطلاق المخطط العام للمطار يشكّل إشارة انطلاق لمرحلة استثمار عقاري جديدة في المنطقة الشرقية، خصوصًا إذا ما قورن بتجارب مماثلة في مدن أخرى.
تجربة الرياض.. نموذج يُحتذى
على سبيل المثال، بعد تطوير مطار الملك خالد الدولي في الرياض وربطه بخط المترو، شهدت الأحياء المجاورة مثل "النرجس" و"العارض" ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الأراضي والعقارات بنِسَب عالية. ومن المتوقع أن يتكرَّر هذا السيناريو في الدمام مع تنفيذ المشاريع الجديدة حول مطار الملك فهد.
المطار يتحوَّل إلى "مَعلَم عقاريّ"
مع تحديث الهوية المؤسسية للمطار وإطلاق المخطط العام، من المنتظر أن يتحوَّل مطار الملك فهد الدولي إلى مَعلَم حضريّ بارز يُستخدم كمرجع تسويقي في العروض العقارية.
المسوِّقون سيبدؤون بالإشارة إلى "القرب من المطار" كعامل جذب، مثلما يُستشهد اليوم بالقرب من "برج خليفة" في دبي أو "مترو الرياض" في العاصمة، وذلك لما يُمثله الموقع من قيمةٍ عمليةٍ واستثمارية.
تحفيز سوق الإيجارات ونمو العوائد
بفضل مشاريع البنية التحتية وخلق آلاف الفرص الوظيفية الجديدة المرتبطة بالمطار، يُتوقع أن يرتفع الطلب على الإيجارات السكنية والتجارية في محيط المطار، خصوصًا من قِبَل العاملين في قطاع الطيران، والشركات اللوجستية، والزوار المتكرّرين.
وتشير تجارب سابقةٌ إلى أن هذا النوع من التطوير يُسهم في تحسين العوائد الإيجارية، ورفع نِسَب الإشغال في الشقق والمنازل والمكاتب، بما يجعل الاستثمار الإيجاري أكثر جاذبية.