

أكد المهندس عبد الله الحمّاد، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعقار، أن المملكة العربية السعودية تمرّ بمرحلةٍ مفصليةٍ في مسيرة التحوُّل التقني؛ حيث أصبحت التقنية محورًا رئيسيًّا للتمكين والنمو وجسرًا نحو المستقبل.
وأشار في كلمته خلال القمة العالمية للبروبتك المنعقدة في الرياض، اليوم الأحد، إلى أن المملكة تسعى لترسيخ موقعها كمركز عالمي للتقنيات العقارية، مدعومة بمشروعات إستراتيجية كبرى تشمل المنطقة السحابية الوطنية ومراكز البيانات العملاقة.
وأوضح الحمّاد أن التقنية باتت "لغة للبناء ومنهجًا للتخطيط" منذ انطلاق رؤية السعودية 2030؛ حيث انعكست على تطوُّر المدن الذكية، ونمو الاقتصاد الرقمي، وازدهار سوق عقارية حديثة قائمة على البيانات ومدعومة بالذكاء الاصطناعي، مضيفًا إن هذا التحول تقوده كفاءات سعودية شابة حوَّلت الأفكار إلى مشاريع والتقنيات إلى حلولٍ عملية.
وبيّن أن حجم سوق التقنيات العقارية العالمي تجاوز 86 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يتخطى 133 مليار دولار بحلول عام 2030؛ ليصبح من أسرع القطاعات نموًّا في استثمارات رأس المال الجريء، بمشاركة أكثر من 3500 مستثمر عالمي، لافتًا إلى أن استثمارات الذكاء الاصطناعي في المجال العقاري بلغت 630 مليون دولار في عام 2023؛ ما يعكس تحوُّلًا اقتصاديًّا عميقًا وليس مجرد طفرة مؤقتة.
ونوّه الحمّاد إلى أن المملكة تتجه لاستقطاب حصة من هذه الاستثمارات عبر توطين التقنيات العقارية وتمكين الشركات الناشئة من تحويل الابتكار إلى فرص اقتصادية حقيقية، مؤكدًا أن السعودية تمتلك البنية التحتية والقدرات التنافسية اللازمة لتحقيق ذلك.
وأضاف إن الهيئة العامة للعقار أطلقت خلال العام الماضي مركز بروبتك السعودية (SPH) ليكون منصة للنمو التقني العقاري، إلى جانب البيئة التنظيمية التجريبية "ساند بوكس" التي تُتيح لرواد الأعمال اختبار نماذج أعمالهم في بيئة مرنة وآمنة.
وبيّن أن الهيئة أطلقت مسرعة الأعمال في التقنية العقارية بالتعاون مع البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات ومسرعة الأعمال العالمية "ستارت أب وايز غايز"؛ ما نتج عنه توطين سبع شركات أجنبية خلال أربعة أشهر فقط، وإغلاق جولات استثمارية تجاوزت 37 مليون ريال سعودي، إضافة إلى تنظيم هاكاثون "عقارثون" بمشاركة أكثر من 140 متسابقًا.
وشدد الحمّاد على أن هذه الجهود تجسّد التزام الهيئة بجعل الابتكار العقاري أولوية إستراتيجية، تهدف إلى تحويل المؤشرات العالمية إلى فرص وطنية تعزز تنويع الاقتصاد واستدامة السوق العقارية.
وأكد أن اختيار المملكة، ممثلة في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، لرئاسة الشبكة العالمية للهيئات الإشرافية على الذكاء الاصطناعي التابعة لليونسكو، يعكس الثقة الدولية في قدرة المملكة على قيادة المشهد التقني وفق أعلى المعايير الأخلاقية والمهنية.
واختتم الحمّاد كلمته بالتأكيد على أن القمة العالمية للبروبتك التي تُقام تحت شعار "الابتكار لمستقبل مستدام"، تعكس التزام المملكة بالتحول العقاري الذكي والمستدام، مشيرًا إلى أن السعودية "لا تواكب المستقبل فحسب، بل تصنعه".